رواية سجن العصفورة الفصل 17 بقلم داليا الكومي
الانسحاب حتى لا تزعج صاحب الجلسة....همت بالعودة عندما سمعت صوت ادهم...تطلعت من بين الشجيرات المحيطة بالجلسة الخشبية فشاهدت ادهم في الخلف يتحدث في هاتفه النقال ... كان واضحا من اسلوب كلامه انه غاضب فهو كان ېعنف احدهم بشدة علمت انها مكالمة خاصة بالعمل وسمعته يقول .. بلغهم ان ادهم البسطاويسى محدش يقدر يلوى دراعه...موضوع الاثار ده موضوع قديم واللي هيتجرأ ويفتحه يبقي بيحاربنى انا شخصيا ...وانت عارف كويس انا اقدر اعمل فيهم ايه .... هبه انسحبت للارجوحة مجددا تزكرت كلام سلطان عن مصدر ثروة عائلة ادهم ....في خلال علاقتهم القصيرة لم تشاهده من قبل بمثل ذلك الڠضب الهادر ...صوته كان يجمد الډم في عروق اشد الرجال ...فضلت اعطاؤه الخصوصية في مكالمته وعادت للجلوس علي الارجوحة ... ادهم هو صاحب الجلسة اذن لا داعى لانسحابها السريع ...ربما لو تلكعت قليلا فسوف يعود ويراها ... تناولت الكتاب المفتوح من علي الطاولة لاحظت انه كتاب للكاتب البرازيلي باولو كويلو.... الصفحة المفتوحة امامها اشار احدهم الي جملة فيها .. يحب المرء لأنه يحب فلا يوجد سبب للحب قلبها خفق پعنف احست بغيرة تمزقها اذن بالفعل ادهم يحب ...اشارته بالقلم علي تلك الجملة خصيصا دونا عن أي جملة اخري في الكتاب تدل علي ذلك...اغمضت عيناها المليئة بالدموع بالم ... لماذا وضع القدر ذلك الرجل المميز في حياتها وفي نيته حرمانها منه ... بالفعل ادهم مميز ... رجولتة طاغية جاذبيته مدمرة وفوق ذلك هو مثقف قوى مسيطروكريم لاقصى درجة...رجل من المستحيل ان تقابل مثله مرة اخري في حياتها القادمة...رجل يستمع الي الموسيقي ويقرأ لباولو كويلو بالاضافة لنجاحه الساحق في عمله ...رجل يكاد يكون وجوده خيالي ولولا انها رأته بنفسها لما صدقت وجود شخص مثله ... هى ايضا تحب القراءة والموسيقى ...تزكرت اقتباس قرأته من قبل لكويلو زكرها بحالتها قبل ادهم وبعده .. بإمكان الكائن البشري أن يتحمل العطش اسبوعا والجوع أسبوعين بإمكانه أن يقضى سنوات دون سقف لكنه لا يستطيع تحمل الوحدة لأنها أسوأ أنواع العڈاب والألم هاهي ستعود لوحدتها قريبا ...ربما تحتملتها في الماضى لانها لم تعرف غيرها لكن الان بعد كل ما مرت به مع ادهم لن تستطيع الابتعاد عنه مجددا