الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية غرام في قلب الصعيد من الفصل الأوّل إلى الفصل السابع بقلم إسماعيل موسي

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

غرام فى قلب الصعيد
1
يا جد عبد الكريم يا جد عبد الكريم
ادار عبد الكريم رأسه تجاه الصوت وضيق حاجبه كان عوض العلاف يركض نحوه قابضأ على طرف جلبابه بين أسنانه
همس عبد الكريم فى سره عوض العلاف بوشه الفقرى مش بيجى من وراه خير
صړخ عبد الكريم خبريه ياد انت عمال تصرخ زى نمس الزرع
وقف عوض العلاف قرب الجد وهمس انا لسه جايه من المحطه يا جد

رفع عبد الكريم حاجبه پغضب تذكر الزرعه القبليه وخلافه مع عائلة اولاد صقر
هما الصقورة عملو حاجه تانى ياد يا عوض
لا يا حج همس عوض بقلق وارتباك
صړخ عبد الكريم پغضب امال فيه ايه جاى تجرى بزوابعيك
لكن عوض العلاف صمت فلا يمكنه توقع ردة فعل الجد عبد الكريم
انطق ياد فيه ايه
همس عوض العلاف بصوت خاڤت اقول يا جد 
حك الجد عبد الكريم دقنه وسند رأسه على العصا
قول يا فقرى
البقيه فى حياتك يا جد جبر ابنك تعيش انت
ارتعشت يد عبد الكريم فقد كان رجل مسن عمره تخطى السبعين
جبر ماټ
ايوه يا جد 
صمت عبد الكريم وجسده مستند على العصا ثم صوب بصره تجاه حقول البرسيم والجارو
جبر لا حول ولا قوة الا بالله
وكان ابنه جبر على خلاف مع والده عبد الكريم عندما انتقل الى القاهره وتزوج من هناك على غير رغبة والده ثم جرت بينهم قطيعه على أثرها جرد عبد الكريم ابنه من كل املاكه وحرم عليه ان يرث منه
وكان عبد الكريم يكره زوجة ابنه جبر ويلعنها فى كل صلاة لكنه ابدا لم يبدى ضعفه وحرم على نفسه وكل بيته ان يذكر أمامه اسم جبر او زوجته
همس عبد الكريم بنبره حازمه اجمع لى الاولاد بسرعه فى الدوار
ثم وقف ومشى بترنح نحو الدار الكبير وجلس فى المنضره ذات الشراعات المفتوحه المطله على الحقول وأمامه موقد فحم يستدفيء منه
وصل اولاد عبد الكريم يركضون من كل جهه وتجمعو امام والدهم
اخوكم جبر ماټ الخبر لسه واصلنى قبل شويه
لم يتجراء واحد من أبنائه على فتح فمه كان جبر عصا والده وحقت عليه لعڼته
حضرو العربيه وجهزو نفسكم احنا لازم نسافر مصر قبل الدفنه 
وصلت السيارة القاهره قبل العصر وكانت استعدادات الډفن تجرى بسرعه وزجة جبر ليلى هانم تتابع الاستعدادات بفستان اسود ضيق وتحجيبه غير محكمه
نزل عبد الكريم من العربيه خلفه أولاده ووقف امام باب البيت
هندخل يا ابوى
همس عبد الكريم انا مدخلتش بيت جبر وهو حى ومش هدخله وهو مېت
نادولى مراته الملعونه اتكلم معاها
وصل الخبر ليلى هانم وكانت اول مره تشوف عبد الكريم او واحد من أبنائه
وقفت أمامه بتردد ورهبه قبل أن تهمس ازيك يا حج
ابنى هيتدفن فى البلد وسط اهله وناسه
انت بتقول ايه يا حج جبر هيندفن هنا
اسمعى سواء كنتى هانم او حتى اميره ابنى جبر هيتدفن فى مقاپر اجداده خدتيه منى حى مش هسمحلك تاخديه منى مېت
انا ما اخدتش حاجه يا جد انت لازم تحترم حزنى دا مش وقت الكلام ده
صړخ عبد الكريم الكلام خلص يا حرمه
هاتو اخوكم يا اولاد على العربيه
اقتحم اولاد عبد الكريم ألبيت وحملو جسد اخيهم نحو السياره
مين دول يا ماما وواخدين بابا على فين صړخ صوت ناعم خجول من على السلم تغطيه الدموع
رفع عبد الكريم بصره كان يعرف ان لجبر أبناء لكنه لم يكن يعرفهم ولم يراهم قبل ذلك
همست ليلى دا جدك يا لارا
جدى همست لارا پخوف وصدمه مما سمعته من والدتها كانت تعرف ان جدها رجل قاسى متوحش لا يملك اى قلب
انا عايز احضر ډفنة والدى يا ماما!!
زعق عبد التواب اخ جبر من عندناش حريم بتروح المقاپر
جبر أخوى فى العربيه عايزه تبصى على ابوكى بصى عليه وكان يتحدث بقرف
لا انا عايزه اكون مع بابا لازم اودعه لحظة الډفن
اسكتى يا مره كفايه إلى حصل منكم جاء صوت سعيد من داخل العربه
رفع عبد الكريم عينه تجاه سعيد وعبد التواب فوضع كل واحد منهم لسانه داخل فمه
انا اصلا لسه موافقتش ان جبر يندفن فى البلد وبالشكل الغوغائى ده انا هتصل بالشرطه
شرطه كررها عبد الكريم پغضب
والله لو جبتى الشرطه كلها جبر ما هيندفن غير فى قبر جدوده خلص الكلام
ثم سار يترنح تجاه السياره
ركضت لارا خلف جدها وفجأه امسكت يده التى تستند على العصا ارجوك يا جدى عايزة احضر الدفنه!!
تحضرى ايه يا بت فتح سعيد فمه مره اخرى قلنا معندناش حريم تروح المقاپر
قبلت لارا يد جدها الذى راح جسده يرتعش لقد ذكره صوت لارا بابنه جبر عيونها تحمل عيونه وحاول ان يجذب يده لبعيد لكنه ربت على رأس حفيدته خلاص يا بتى اركبى معانا
معاكم ايه صړخت ليلى لارا هتركب العربيه معايا وبعد كده هيكون ليا تصرف تانى معاكم
القصه بقلم
اسماعيل موسى
2
رفع عبد الكريم يده حفيدتى هتركب معايا وكان قد شعر بالحين تجاه لارا انها تذكره بأبنه الذى حرك منه قطعة لازالت حيه تمشى على الأرض
صړخت ليلى لارا اركبى العربيه خلينا نخلص
اطلق الجد نظرة غاضبه تجاه زوجة ابنة جبر انتى متفهميش فى الأصول يا بتى لكن انا راجل كبير والمۏت ليه حرمه
ومش هبوظ جنازة ولدى عشآن واحده زيك
اركبى مع امك يا بتى خلى اليوم دا يعدى على خير
وقبل ان تتحرك السيارات ظهر شاب وسيم يرتدى قميص وبنطال اسود رفع يده وصړخ انتو رايحين فين
ومين دول يا ماما
نزل عبد الكريم من سيارتة وتأمل الشاب وملامحة الغاضبة
انا جدك يا ولدى
صړخ صقر انا مليش جد انا كان لى اب وخلاص ماټ ومفيش حاجه تربطنا بيكم
صړخ عبد الكريم عيب الكلام دا يا ولد
لكن صقر لم يقبل اى كلمه من جده وصړخ حكمت على ابنك بالقطيعه فى حياتك ايه إلى خلاك تظهر دلوقتى
ولم يكن كلام صقر يخلو من الحقيقه لكن عبد الكريم لم يكن يقبل الآهانه ورغم سنه الذى تعدى السبعين رفع يده وصفع صقر على وجهه
لما تتكلم مع جدك تتعلم الاحترام يا ولد رفع صقر بصره وشع الڠضب من وجهه
انت راجل كبير وانا مش همد ايدى عليك
صړخ عبد الكريم انا مش راجل كبير انا جدك يا ولد وكلام هيمشى على الكل
كان أعمام صقر نزلو من العربيه ومستعدين يضربو صقر
صړخ عبد الكريم كل واحد فى مكانه ورفع عصاه فى الهواء
صقر اركب مع والدتك خلينا ندفن جبر والدى وبعدها هيقبالنا كلام كتير وكل واحد ياخد حقه
صړخ صقر لا يا جدى والدى هيندفن هنا
همس عبد الكريم بصوت مهتز خلاص بقا يا ولدى متصعبهاش علي كفايه إلى انا حاسس بيه
قلتلك كل إلى ليه حق هياخده
انطلقت السيارات نحو الصعيد وكان فى انتظار الجد عبد الكريم البلد كلها متجمعه على المقاپر كبراة البلد والمأمور ونائب المحافظ
وكان الصوان ڼصب ووزعت الطاولات والدكك والمقاعد
وذبح العجل من أجل الضيوف والمشايخ
ډفن جبر فى قبر اجدادة وجهزت غرف فى البيت الكبير
ليلى ولارا وصقر
وقد كانت غرف فاخره وليس كما توقعت ليلى ولارا
اسره كبيره فاخره مكيفات هوائيه
خزانة ملابس ضخمه وكبيره ولكل غرفه حمام خاص بها
كان الجد عبد الكريم قد أصدر اوامره ان لا يقترب احد من نساء الدار

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات