رواية بستان حياتى الفصل السابع
انت في الصفحة 2 من صفحتين
اللي كنت تعبانه فيه وكان لازم أنزل مصر أتابع مع الدكتور أبويا خدني وروحنا عندهم ولما جه وقت الغداء ما رضيوش ياكلوا معانا وخلوني أنا وأبويا ناكل لوحدنا في أوضة الضيوف. ولما كنا هنبات مرات عمي قالت لي معلش يا أمنية هتنامي في أوضة الدادة عشان بناتي مش بيحبوا حد يبات معاهم في أوضهم وبعد كده قالت لي خدي شاور عشان الحشرات... وانت جاية تقولي لي أسامح ده لو ما كانش عم جمال جه وزعق معاها وأبويا كان واقف ساكت! ولما قعدت أعيط عشان نمشي قال لي الوقت اتأخر هنروح فين دلوقتي يا بنتي. طول عمره ضعيف قدامهم كلهم.
أمنية بحزن وڠضب عايزة أعرف يا أبويا ليه بيحصل لينا كده وليه طول عمرك ضعيف قدامهم
فؤاد بتنهيدة ثقيلة بعدين يا أمنية بعدين يا بنتي هتفهمي كل حاجة... روحي بس دلوقتي وكل حاجة هتبقى زينة.
فؤاد ينظر إلى الأرض بحزن ثم يتحدث مع نفسه بصوت خاڤت.
فؤاد لنفسه
حقكم عليا يا ولادي... بس كان لازم أعيش في دور الغلبان عشان أقدر أخد كل حاجة. بكره تتعدل يا فؤاد.
الجدفين أخوك يا عمر
عمر متشغلش بالك يا جدي هياخد جزاؤه.
الجد أخوك فين متتعبش جلبي يا ولدي.
عمر حبسته يا جدي ومش هاسيبه وهصعد الموضوع.
الجد وجالك قلب تعمل كده في أخوك الكبير يا ولدي!
عمر طول عمره مربيلنا الړعب وكفاية اللي عمله في بستان. ولحضرتك لازم يتربى.
عمر هو اللي بدأ يا جدي. هي بستان مكنتش أخته لما عمل فيها كده
الجد خلاص يا عمر روح طلع أخوك وسوي الدنيا. اقفل الموضوع ده وروحوا ع البيت. محدش يجي تاني. إحنا إن شاء الله خارجين بكرة.
عمر يا جدي بس بستان...
الجد اعمل اللي بقولك عليه. ما تتعبش جلبي وملكش دعوة بأختك. أنا اللي بقولك.
في غرفة بستان كان الجو هادئا لكن عمر دخل بابتسامة مشبعة بالمرح.
عمر أهلا أهلا بالعروسة اللي هتظبطلي الدنيا مع لولتي. العب يا عموره ده احنا هنحب حب. ويغمز لها
بستان بجدية عمر... شكلك في حاجة مهما هزرت أنا بعرفك باين من عينيك.
عمر يتنده جدك عاوزني أخرج فريد من الحبس.
بستان بتعجب هو أنت حبسته
بستان اسمع كلام جدك يا عمر.
عمر بقلقطب والي عمله فيكي مش هيتحاسب عليه
بستانأنا مسامحاه أرجوك يا عمر اسمع كلام جدي وخرجه
فريد عمر باستسلام حاضر.
في زنزانة فريد الانفرادية دخل عمر وفتح الباب ليجد فريد جالسا في الزاوية عيونه متعبة من القلق. بمجرد أن رآه هرع فريد نحو الباب.
مليء بالقلق
طمني على جدك وبستان! هما كويسين
عمر بابتسامة محاولا تهدئته
اطمن أنا جاي أخرجك. كل شيء تمام جدك وبستان بخير.
فريد يتنفس بارتياح لكن صوته يظل مليئا بالهم
مش مهم أنا المهم هما.
عمر بحزن وهو ينظر لفريد
للأسف سامحوك عشان تعرف الفرق بينك وبينهم. .
فريد تغلب عليه مشاعر الندم ينخفض صوته
كفاية يا عمر أرجوك. كفاية تانيب ضميري مش قادر أتحمل. صدقني يا عمر أنا هتغير. هكون أخ كويس ليك ول بستان. حقك عليا يا أخويا.
عمر يقترب منه ويحتضنه محاولا أن يخفف عنه الألم.
عمر بصوت مفعم بالمشاعر
ياريت يا أخويا تتغير بجد. أنا عارف إنك تقدر.
يخرجان معا من الزنزانة وفي طريقهم إلى الخارج يتحدث فريد بعينين مليئتين بالأمل والتوبة.
فريد
أنا عايز أروح لجدي وبستان أول حاجة. لازم أشوفهم وأعتذر لهم.
عمر
إحنا هنروح البيت الأول عشان نغير ونرتاح. وهم كده كده جاين الصبح. مينفعش حد منهم يشوفك كده يا فريد.
يتجهان معا إلى القصر وعمر في قلبه أمل أن فريد سيبدأ صفحة جديدة.
في قصر العمري كان الجو مشبعا بالحزن والهدوء ولكن عمر كان يحاول أن يخفف من أجواء التوتر.
عمر بصوت عال وهو يدخل
يا حجه صباح يا أم فريد.
صباح بابتسامة متفاجئة
أهلا يا ولدي الحمد لله على سلامتك.
فريد بحزن شديد وهو يقترب من والدته
سامحيني على اللي حصل يا أمي.
صباح لم ترد عليه فقط كانت تراقب فريد في صمت.
عمر محاولا التدخل بلطف
يا صباح سامحيه. خلاص جدي وبستان سامحوه.
صباح بتنهيدة بعد لحظة من التفكير
خلاص يا ولدي المسامح كريم.
يقترب فريد من والدته ويقبل يدها في صمت بينما تحتضنه والدته بحب ورقة.
عمر بتهكم خفيف محاولا كسر الجو الحزين
خلاص بقى إيه العيلة اللي مبتعرفش تفرح دي واخدين النكد حصري.
وفي تلك اللحظة نزلت نور وليلى من غرفتهم
عمر موجها حديثه إلى فريد وهو يشير إلى الفتاتين
أعرفك يا سيدي بنات عمك ليلى ونور.
ثم مال عمر قليلا على فريد وهمس في أذنه بابتسامة
إيه رأيك في ليلى القمر دي خطفت قلبي.
فريد نظر إلى نور وعينيه اتسعت فشعر بشيء غريب في قلبه وكأن نبضاته عادت تدق من جديد ولكن هذه المرة بشكل مختلف أحس بشيء لم يكن يتوقعه.