رواية بستان حياتى الفصل الثامن
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
جدي قلقتنا إيه السر ده
في جو من الحزن والدموع بدأ الجد يحكي قصته ملامحه متجعدة وعيناه تغطيها الحزن والندم.
الجد بصوت مخټنق بالدموع من زمان بعد ما خلفت ولادي الرجالة التلاتة جدتكم كانت نفسها في بنية. وربنا رضانا وادانا بنت زي الجمر سميتها بستان لأنها كانت بيضة زي الفل الأبيض وخدودها حمراء زي الورد الأحمر البلدي وريحتها زي الياسمين. ينهمر دمعه.
جعدتها من المدرسة بس جدتكم والمرحوم مصطفى وجمال اتحايلوا عليا عشان تروح الثانوية
في يوم كان عندي مصلحة في قنا قلت للسواق متروحش تجيبها أنا هعدي وأجيبها بنفسي.
لكن لما وصلت قدام المدرسة لقيتها واقفة مع زميلتها ومعاهم شاب. من غير ما أفهم خدت بستان من إيديها وعملت اللي عمله فريد معاك يا بستان لكن كنت جاسي أكتر بكتير. حجزتها في المخزن الشرقي وحرمت حد يدخل عليها ولا ياكلها ولا يشربها.
كل اللي كان في دماغي أن بنتي هتحط راسي في الوحل. بعدها بيومين ما راحتش المدرسة طبعا وصاحبتها جات تطمئن عليها وقالتلي إن بستان مجتش المدرسه بقالها يومين من ساعة ما كانت واقفة معايا انا و أخويا الي كان جاي ياخدي لقيتها واقفه مستنيه العربيه واتاخرت عليها قولتلها نوصلك رفضت قالتلي مينفعش امشي معاكي واخوكي معاكي كنت حضرتك وصلت وخدتها ومشيتو ومن ساعتها مجتش المدرسه
علشان كده سميتك بستان. ربنا سبحانه وتعالى أراد إنك تاجي شبهها في كل حاجة ويعاقبني ويقول لي إن ذنبك هيعيش قدامك وتعيش تتعذب طول عمرك. والله كفرت عن الذنب ده كتير. يبكي بشدة. وكلهم يبكون معه.
جمال بتأثر ما دتش لنفسك فرصة تسمعها. حكمت عليها وعلينا كلنا من غير ما تسمع ولا يكون عندك ذرة رحمة.
جمال يمسح دموعه بحزن خلاص الكلام مفيش منه فايدة.
صافي تنظر لسليم وبناتها بحدة عرفتوا ليه بكره الصعيد وبكره الناس هنا
الجد بتنهيدة عميقة أنا كده ريحت نفسي بس فاضل أقولكم وصيتي.
الجميع ينظر لبعضهم في صمت وتعم حالة من التوتر. ثم يضحك فؤاد ضحكة خبيثة كأن هناك شيئا آخر على
وشك أن يحدث.