رواية لخبطيطا الفصل الأول إلى الفصل السادس
انت في الصفحة 1 من 15 صفحات
الفصل الأول
عبد الرحمن الرداد
ارتفع صوت رنين هاتفه في الحجرة لكنه لم يستيقظ بسبب ارهاقه الشديد في هذا اليوم المتعب وبعد دقيقة هدأ الصوت قبل أن يرتفع صوت الرنين مرة أخرى فتململ في فراشه وحرك رأسه بتعب ثم مد يده بتلقائية ليمسك بهاتفه رفعه أمام عينيه ونظر بعين واحدة شبه مغلقة ليرى من فوجده رقم غير مسجل ضغط على زر الإجابة وخفضه على أذنه وهو يقول بصوت نائم وضعيف
جاء الصوت من الجهة الأخرى وكان صوت واضح يملأه الحماس
الكاتب عبدالرحمن أحمد معايا
أجابه بنفس الصوت النائم وبعدم تركيز
لا معايا هنا اقوله مين
تعجب هذا الشاب الذي صمت قليلا قبل أن يقول بتساؤل
هو حضرتك تقربله لو سمحت كنت عايز اكلمه لو ينفع
فتح عينه الأخرى بإرهاق بعدما فاق قليلا وقال بجدية
أسف مين معايا! معلش كنت نايم ومش مركز
أنا فادي وكنت عايز اكلم عبدالرحمن لو ينفع
نهض من نومه وعاد بظهره ليسند على وسادته وهو يقول بتعجب
انا عبدالرحمن بس معلش يعني الساعة المفروض 3 ونص الفجر وحضرتك صوتك عالي أوي وحاسس الحماس هينط من المكالمة ممكن أفهم فيه أيه ومين حضرتك
شعر فادي بالاسف وردد بصوت هادئ قليلا
فرك عينيه بتعب قبل أن يقول بتساؤل
من فانز بتوعي فكرني أنا عملت أيه كدا علشان تبقى فانز ليا!
أبعد الهاتف عن أذنه ونظر إليه بتعجب قبل أن يقربه مرة أخرى وهو يقول بتعجب
هو مش أنت الكاتب عبدالرحمن أحمد بردو
اها أيوة أنا افتكرت فانز لأيه معلش أصلي لما بكون نايم ببقى مش مركز بس بردو عايز أفهم أيه سبب المكالمة في الوقت ده
إبتسم فادي وقال بحماس
حاجة تخص رواية خيالية أنت كتبتها الموضوع طويل ولازم نتقابل علشان افهمك كل حاجة
عاد برأسه إلى الخلف بتعب وهو يقول بنفاذ صبر
يعني مصحيني الساعة 3 ونص الفجر علشان تناقشني في رواية كتبتها! ربنا يسامحك ما تبعتلي على الفيس وأنا هصحى أرد مش مستاهلة كل ده
هتفهم لما نتقابل ليه عملت كدا ولية مينفعش نتكلم على الفيس بس كل اللي أقدر اقوله إن روايتك الخيالية دي هتبقى حقيقة أو اصلا بقت حقيقة لازم نتقابل
مسح بيده على وجهه بإرهاق وهمس بصوت منخفض
يارب صبرني رواية أيه اللي بقت حقيقية! ما هو يا اما أنا نايم وبحلم يا اما الاخ ده مچنون
سكت يعني! بقولك عايز اقابلك في أي كافيه
رسم عبدالرحمن إبتسامة مزيفة على وجهه وهو يقول بعدم صدق
طيب يا استاذ فادي سيبني أنام وبكرا إن شاء الله نحدد مكان نتقابل فيه أنا وأنت وافهم منك حلو كدا
إبتسم فادي بسعادة وهو يقول
حلو طبعا .. بكرا هكلمك يلا تصبح على خير
عبست ملامحه وردد بتعب
وأنت من أهل الخير
أنهى المكالمة ونظر إلى الهاتف بتعجب قبل أن يردد بعدم رضا
وده جاب رقمي منين بس! قال أيه روايتي بقت حقيقية نسيت أسأله انهي رواية!
هز رأسه بقوة وهو يردد بجدية
رواية أيه ياعبدو أنت هتعوم على عومه واحد مچنون عادي يعني أكمل نوم بقى
أراح ظهره مرة أخرى على سريره وحاول النوم لكنه لم يستطيع فخبط بكلتا يديه على بعضهما البعض وهو يقول بعدم رضا
ولا هعرف أنام في أم الليلة المهببة دي منك لله يا فادي يارب تكون رواية عالم الماڤيا هي اللي اتحققت والريد لاين يعلموك الأدب
نهض من مكانه وتحرك إلى المطبخ ثم اقترب من الثلاجة وفتحها بهدوء نظر بداخلها ليجد أى طعام فوجد ثمار المانجو مد يده وقام بسحب ثمرة المانجو واغلق الباب مرة أخرى ثم عاد الى سريره وبدأ في تناولها بحماس شديد وأثناء اندماجه دلف والده إلى داخل الغرفة وقال بتعجب
أيه ده انت صاحي أنا قولت هترجع هلكان وتنام
أبعد ثمرة الفاكهة عن فمه وردد بعدم رضا
أنا كنت باكل رز بلبن مع الملايكة ومش حاسس بالدنيا بس حد رخم أتصل بيا صحاني من النوم النوم خلاص طار من عيني
هز رأسه بتعجب وهو يقول متسائلا
مين ده اللي اتصل وصحاك
بدأ في تناول ثمرة المانجو مرة أخرى ثم أبعدها عنه وهو يقول
واحد مچنون متشغلش بالك يا بابا أنا كدا كدا هخلص المنجاية القمر دي وهحاول أنام تاني
هتف والده بإعتراض وهو يقول
تنام أيه! خلص أكل واتوضى علشان تنزل تصلي معايا الفجر
رفع إحدى حاجبيه وردد بإرهاق
فيه كام كلب تحت البيت ما هيصدقوا يجروا ورايا وأنا أصلا هلكان خلينا نصلي هنا
الټفت واستعد للرحيل وهو يقول بجدية وصرامة
يلا بطل كسل وقوم عشر دقايق والاقيك متوضي وجاهز
لوى ثغره بعدم رضا وهو يردد بهدوء
حاضر
أنهى أكل ثمرة المانجو وقام ليتوضأ ثم اقترب من خزانة ملابسه وبدل ملابسه وتحرك مع والده إلى المسجد ليؤدي صلاة الفجر وبعد مرور ساعة عاد إلى المنزل مرة أخرى وبدل ملابسه بسرعة قبل أن يلقي بجسده على السرير مرة أخرى بإرهاق وما هي إلا ثوان حتى غرق في النوم.
مر من الوقت ثلاث ساعات قبل أن يرتفع صوت رنين هاتفه مرة أخرى فامسكه بتلقائية ونظر بعين واحدة على الرقم فلم يعرفه مما دفعه لأن يرد وهو يقول بعدم رضا
متقولش إنك فادي بالله عليك علشان هخرج عن شعوري
أتاه صوت فادي المرتفع والذي يمتلئ بالحماس
أيوة أنا فادي اديني سيبتك تنام وكلمتك الصبح أهو
نهض پغضب من نومه وردد بصوت ېهدد بالانفجار
أنت حد مسلطك عليا يا فادي لا بجد حد مسلطك صحيتني بليل ومصحيني الساعة 7 الصبح
شعر بالاسف مرة أخرى وردد بحزن
آسف معلش مش متعود على كدا بس المفروض تصحى علشان تروح الكلية!
نام مرة أخرى وردد بهدوء
مش رايح الكلية النهاردة علشان تعبان سيبني أنام بقى أبوس دماغك
حاضر حاضر روح كمل نوم ولما تصحى متنساش تكلمني
زفر بقوة قبل أن يقول بنفاذ صبر
حاضر يا فادي حاضر
أنهى المكالمة وردد پغضب
وربنا لأعمل الموبايل صامت ناقصة فادي اللي طالعلي في علبة البخت ده
بالفعل قام بكتم الصوت وتابع نومه مرة أخرى
مر من الوقت ثلاث ساعات قبل أن يخرج كريم من المحاضرة ومعه صديقه احمد الذي قال بتساؤل
هنعمل أيه الدكتور قال فيه كويز في السكشن وده المفروض بعد ساعتين من دلوقتي كلم عبدو قوله يجي علشان الكويز هو كلمني امبارح وقالي إنه مش هيجي علشان قضى اليوم كله شيل ومساعدة العمال اللي شغالين في البيت بتاعهم الجديد
رفع كريم هاتفه وهو يقول بجدية
طيب تعالى برا علشان مفيش شبكة هنا
بالفعل اتجهوا إلى الخارج وحاولوا الإتصال به مرارا وتكرارا لكن لا يوجد رد منه فردد كريم بنفاذ صبر
شكله عامل الموبايل صامت! كدا مش هيعرف يحضر الكويز هنعمل أيه
على الجهة الأخرى فاق أخيرا من نومه ونظر إلى سقف الغرفة لثوان قبل أن يمسك بهاتفه فتفاجئ بوجود العديد من المكالمات الفائتة من صديقيه وأيضا من هذا الذي تسبب في الكثير من المعاناة أثناء نومه اعتدل بسرعة وهاتف صديقه وانتظر لثوان قبل أن يأتي صوته قائلا
أيه ياعم كل ده نوم! وبعدين اتصلت بيك اكتر من عشرين مرة وانت ولا هنا
فرك عينيه بتعب قبل أن يجيبه بصوت هادئ
كنت عامل الموبايل صامت يا كريم وبعدين ما أنا قايلكم بليل إني مش جاي تقوم متصل أنت عبيط يابني ولا أهبل
أخذ احمد الهاتف منه وردد بإبتسامة
فيه كويز باور في السكشن كمان ساعة عليه ربع درجات المادة عرفت بنتصل بيك ليه يا باشا
نهض بسرعة من على سريره وقال بتوتر
كويز باور! وهم مستنيين النهاردة بالذات علشان يعملوا فيه امتحان عليه ربع درجات المادة أقفل أقفل أنا جاي ويارب ألحق
أنهى المكالمة وغسل وجهه قبل أن يعود إلى الغرفة مرة أخرى ويرتدي ملابسه بسرعة شديدة جهز كل شئ ثم أسرع إلى الخارج فتفاجئ بوالدته التي قالت بتساؤل
أيه ده لابس كدا ورايح فين أنت مش قولت مش هتروح الكلية النهاردة
أجابها بسرعة وهو يقوم بفتح الباب
قولت أيوة بس كريم واحمد كلموني وقالولي فيه كويز باور عليه ربع درجات المادة ادعيلي بالله عليكي مش مذاكر ولا جاهز ورايح كدا بالبركة
رفعت يدها ورددت بهدوء
ربنا ينجحك ويوفقك يارب
إبتسم وخرج ثم اتجه وضغط على زر طلب الاسانسير وانتظر لثوان قبل أن يصل إلى الطابق الخاص به وقبل أن يتجه إلى داخله الټفت ونظر إلى والدته وهو يقول بتساؤل
صحيح عاملين أكل أيه النهاردة
رفعت إحدى حاجبيها وهي تقول بجدية
يابني ألحق امتحانك أكل أيه دلوقتي عاملين بامية ولحمة استريحت كدا
إبتسم بسعادة وهو يقول بحماس شديد
اشطا أوي متاكلوش غير لما اجي يادوب هخلص امتحان وهطير على هنا يلا سلام
أسرع واتجه إلى الكلية الخاصة به ولحسن حظه أن الطريق لم يكن مزدحما فوصل في أقل من ساعة واتجه إلى الاعلى حيث مكان الامتحان دلف وتفاجئ بوجود المعيدة الخاصة بمادة الباور فردد بجدية
السلام عليكم معلش يا بشمهندسة كان فيه حاډثة على الدائري وعربية شالت عيل صغير يا عيني ربنا يرحمه
عبثت ملامحها وقالت بتأثر شديد
لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يرحمه ويصبر أهله .. طيب خش يلا علشان الامتحان هيبدأ
بالفعل دلف إلى الداخل وضحك صديقيه من طريقه في الإفلات من تأخره فردد هو بصوت منخفض
أنا معرفش كلمة ومش مذاكر وربنا لو محدش غششني وساعدني لأفضحكم
ضحك كريم وردد مازحا
بقى عبدو الدحيح عايز حد يغششه عجبت ليك يا زمن
وتبعه احمد الذي قال بمرح
اراهنك إنك أنت اللي هتغششنا رهان على شاورما سوري اشطا
رفع عبدالرحمن إحدى حاجبيه وقال بتحدي
من غير رهان لو عرفت احل هعزمكم على شاورما اشطا
جائت المعيدة ووضعت أمامه ورقة الأسئلة وهي تقول بتحدي
لو عرفت تحل أنا اللي هعزمك على شاورما
أخذ منها الورقة بحرج وقلق في آن واحد وحاول قراءة الأسئلة والبدء في الحل لكنه لم يستطيع وفهم القصد من كلماتها فنظر إلى صديقيه وهز رأسه بمعنى فبادلوه النظرات الحزينة مما جعله يضع يده على رأسه ويقول بصوت غير مسموع
ربع درجة المادة ضاعت كدا
مر الوقت وانتهى وقت الامتحان وخرج الجميع إلى الخارج فأقترب عبدالرحمن من صديقه كريم وقال