رواية مزرعة الڠضب البارت 1_2_3_4_5بقلم نرمين قدري
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
الفصل الاول
أكبر خطأ يصدر منا حين نكون كالكتاب المفتوح
فيقرأنا كل من اقترب لبعض يستهين بتلك السطور
والبعض يسيء الفهم والبعض لايفهم أبدا
فلا تغضب حين يمزقك
من لا يحسن قراءتك فأنت من ارتضيت أن تكون له كتابا مفتوحا فأحتفظ دائما بجزء منك لنفس
حدقت روز من النافذة في حركة المرور السريعة بين المباني البنية والرمادية الكئيبة العالية وكان لونها يعكس الانقباض الذي أثقل كاهل الفتاة وأفلتت منها تنهيدة خاڤتة وهي تترك الستارة لتستقر مكانها وتستدير لمواجهة الرجل المسن الجالس خلف المكتب
استاذ فؤاد كنت صديق لبابا وتستطيع أن تفهم الوضع أكثر من أي شخص آخر ليه المزرعة هتتباع بكرة محتاجة تفسير منك أنت علي مدار عشرين سنه كنت المحامي العيله و ماسك كل حاجة تخص أملاك بابا الله يرحمه ليه فجاءة كده اتغير الحال معقول كل حاجة تروح في لمح بصر كده حضرتك مدرج حجم الکاړثة انا بكره هكون في الشارع بكرة بعد ما المالك الجديد يوصل مش هلاقي حته اروح فيها انا معنديش حد
تنهد المحامي بضيق وقال بأسلوب يأس
ده ال سبب أن جيبتك دلوقتي يا روز في أن تعيدي التفكير في أسلوب حياتك هو كوني محامي والدك وأقرب أصدقائه حابيت اعرفك أن حياتك الجاية هتختلف تمام لكن علي موضوع هتقعدي فين انا حاطط شرط للهيشتري المزرعة أنه يسبب ليكي المبني الصغير اللي في اخر المزرعة
ضحكت روز بسخرية وقطعت كلامة قائله
_ قصدك مبني الخدم و العمال اللي كانوا بيشتغلوا عندنا في الأرض
اسمعي يا روز أي حد مكانك لازم يوطي للريح لحد ما تعدي انتي دلوقتي مش روز البنت الغنية الي كل حاجة تحت رجليها لا الوضع اختلف لازم كبريائك ده يهدأ خالص وترضي بالأمر الواقع عارف ان ۏفاة شخص عزيز تتطلب من الإنسان التكيف علي الرغم من صعوبة ذلك . لا كن انتي حتي معندكيش رفهيه الحزن علي والدك عنادك و كبريائك لازم دلوقتي تركتيهم علي جنب كنت دائما مستقلة إلي درجة العناد علشان كده انا مش شايف علي إصرارك علي ډفن نفسك في الريف .لو مش عاجبك الوضع وان انك تقعدي في بيت العمال سيبي المزرعة وحياه الريف كلها وانزلي للمدينة انتي دكتورة و بشاهدتك هاشتغلي
نظرت له روز نظرة عميقه و شرد عقلها
كيف لهذا الكائن أن يكون صديق والدها من زمن كيف لكل هذه المده التي قضاها معهم لم يظهر وجه الحقيقي كيف قدرته علي ارتداء قناع الصداقة والحب لوالدها كل ههذة المده وكيف لم يلاحظ ولدها هذا القناع الذي يخفي خلفه الكره له
ظلت تتساءل نفسها كيف الي أن قطع حبل تفكيرها صوت المحامي وهو يقول
ها يا روز فكرتي هتعملي ايه هتقعدي ولا هتسيبي المزرعة وحياة الريف وخدي بالك من حاجة قبل اي قرار تاخدي اعملي في اعتبارك أن لسة وصية ولدك ما تفتحتش انا بس منتظر المالك الجديد يستلم المزرعة وبعدين هفتح الوصية
تجعله يفهم سبب اضطرارها للذهاب . لقد احترم أبوها هذا الرجل ووثق به كما لم يثق بأحد في حياته.
أبوها ...وقفت الكلمة في حلقها ونظرت إلي ثوبها الاسود ويديها المعقودتين بشدة في حجرها . ټوفيت والدتها بعد مولدها بفترة قصيرة تاركة لزوجها الرحالة مهمة تربية طفلتهما بكل ما في هذه المهمة من غرابة ومشقة . ولأن رحل هو أيضا تاركا ايها بمفردها
حاولت أن تمنع دموعها المنهمرة ورفعت عينيها لتلتقي بنظرة المحامي الحانية . وغامت عيناها البنيتان من الدموع الموشكة علي السقوط والتوت شفتاها في ابتسامة باهته
بس في حاجة محتاجة افهمها قبل ما امشي ايه علاقة المالك الجديد بفتح الوصيه عمتا حضرتك تشكر لحد كده الجاي بقا ده بتاعي انا بعد اذنك اتاخرت
رفع حاجبية بتذمر قائلا