الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية القلب وما يهوى الفصل 1-2-3-4-5-6

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

دا برنس البحيرة كلها تما
تكلمت إحدى الفتيات وكانت تسمي أمل خليكي في حالك يا روحية يا ريت متتدخليش في اللي ملكيش فيه دي داخلياتنا وإحنا عارفينها خليكي في اللي جاية عشانه
نجلاء بحدة لأمل وهي قالت إيه غلط يا بت إنتي صحيح غريبة بس من أول نظرة وقدرت تعرف البلوة اللي اتبلينا بيها
نظرت لروحية وتكلمت بحسرة معاكي حق يا روحية والله أنا كان تحت عيني عروسة ليونس تستاهله بحق وحقيقي حس ونسب وأخلاق وكمان تقول للقمر قوم وانا اقعد مطرحك بس نقول إيه حكم القوي حكم العادات بقي اللي بلتنا بالبلوة دي وخلتها تيجي من آخر الدنيا وتبقى مرات الكبير
روحية لا ملكيش حق كنتي وعيتي سي يونس دا شكله هيتعب معاها جامد وسي يونس برضه هيبة ومركز أني خاېفة البت دي تسيطر عليه زي ما سمعت دي تربية خواجات ودول يارب الستر من عندك بيلعبوا على الحبال
أمل پغضب هو إنتي بتولعيها زيادة ما تخليكي في حالك يا بت إنتي ولاحظي إن اللي بتحاولي تغلطيها بتكون بنت عمي ومرات إبن عمي يعني إنتي داخلك إيه في العيلة دي
روحية يا ست أمل أني بقول بس اللي حسيته ناحيتها وبعدين أني بحبكم وخاېفة عليكم وخصوصا سي يونس مش عايزة هيبته ومركزه في البلد يقلوا أو ينتهوا
نجلاء بحدة فشړ دي قبل ما تفكر تقل منه هكون خنقاها بإيديا دول
تركت أمل المطبخ وصعدت غرفتها وهي تستغفر ربها وتتمتم مش هتتغيري أبدا يا مرات عمي هتفضل الجلالة وخداكي كدا لحد إمتى بس ليه كدا
نظرت لإنعكاسها في المرآة وتابعت بحزن شغف بت عمي الظاهر حظها قليل كدا من ساعة ما جت والغيلة كلها صفت ضدها ومحدش قادر يتكلم ويسكتهم عشان العوايد ما نرفعش صوتنا على الكبار حتى لو هم غلط بس بصراحة البت مظلومة وهي عملت اللي أي واحدة في مكانها كانت هتعمله يمكن لو كانت اتربت وسطنا كانت هتبقي زينا مستسلمة للعادات والتقاليد ولقدرها بس هي سافرت وعاشت برا فطبيعي تكون نست وعاشت وحلمت
تنهدت بحزن زي ما غيرها حلم وأحلامه اټدمرت يعني راح ضحېة زيها ضحېة العادات والتقاليد
في غرفة يونس وشغف
خرج من الحمام وكانت بيتغى بإحدى أغاني الشعبية التي تتردد على ألسنتهم في البلد وكان يبدو أنه سعيد لأن العائلة صفت معه وحصل على حقه بها وأحقيته بكونه زوجها شرعا وقانونا قولا وعملا
ولكن لاح في عقله ما فعلته ومحاولتها للهرب لولا تأمينه للبيت ولم يكن يتوقع أنها ستهرب
رمي بصره في البلكونة موضع رميها الحبال ويبدو أنها كانت متمرسة تسلق الحبال
فإبتسم بسخرية وهو يجدها تجلس على السرير وما زالت بهيئتها شاردة ويبدو الحزن جليا على وجهها
إقترب منها وهو يبتسم بخبث وسخرية صباحية مباركة يا مراتي
شدد على كلمة مراتي كثيرا فهيئتها تبدو وكأنه فعل جرما أو أخذ شيئا منها ليس من حقه وهذا غير صحيح بالطبع
نظرت له مطولا وهي تكره النظر له بل تكره حتى الحديث معه مجرد أن تتذكر فقط ما حدث وكل الأحداث التي ترتبت عليه تشعر بالإشمئزاز وودت لو صړخت لټغرق الدنيا بصړاخها تود لو أن كل ما يحدث ما هو كل كابوس بشع وستستيقظ وتجد نفسها في غرفتها في فيلتها في برلين وتجد أصدقائها حولها ووالديها يطمئنوها أنها بخير وأنها لم تركب الطيارة لهنا
ودت لو كان بيدها حق إختيار شئ من الماضي ودت لو أن محت تلك الذكرى وتلك الأيام التي تسببت لها بعجز اليوم ذلك اليوم وهي ترى ذكرى بعيدة لطفلين سعيدين بالإرتباط الصغير بينهم الذي أدى لعجز اليوم لكل ما عاشته وأنه كان ضړبا من الوهم
يونس بسخرية مش سامعلك حس يعني خير اللهم اجعله خير البسة كلت لسانك
نظرت له وعيونها لامعة من تكدس الدموع بها ودت لو قامت وصړخت به لعله يشعر ما بها ألهذه الدرجة هو جبل لا يشعر فضلت الصمت
لمس وجهها برقة محاولا تقريبها منه بس طلعتي مزة بجد مش أي كلام يعني اللي جوا أحلى من اللي برا
نفضت يده بإشمئزاز وقالت ببرود أنا جعانة إبعد كدا
يونس تصدقي وأنا كمان بس جعان بيكي
شغف إبعد إيدك إنت مش خدت اللي إنت عايزه سيبني بقي
يونس تؤتؤ مش قلتلك إتعودي تبقي مطيعة إتعودي تنفذي من غير إعتراض
قربها منه يضمها بشغف كانت تشعر بالإشمئزاز وعقلها متضارب لكنها لا تريد إهانات أو معاناة وصړاخ عليهم لأنهم في النهاية سيصفوا لآجله وليس لأجلها
لذا صمتت أمام رغبته رغم النيران المستعارة داخلها
كانت جسدا بلا روح صامتة كالصنم يفعل ما يشاء بلا رد فعل منها فقط دموعها هي أقل تعبير عن نيران قلبها
بعد وقت قام من جانبها وتوجه ليأكل جلس يأكل بنهم وهو مستمتع بالطعام وتركها وكأنها ليست موجودة وكأنه لم يفعل شئ
قامت من على السرير تجر نفسها ودخلت الحمام وبمجرد أن أغلقت الباب حتى إنهارت باكية بكت وبكت وبكت
حتى أنها شعرت بإنسحاب الهواء من حولها
وبعد أن هدئت نوبة بكائها وبعد أن شعرت بإختناقها من البكاء توقفت وفتحت صنبور المياه عن آخره كانت تريد مسح أثر لمساته لم تود أن تترك نفسها بلا طهارة من فعلته وكأنها ليست أدمية رغم أنها زوجته حقا لكنه يعاملها كأنها ألة هو المتحكم بها
تنفست بحزن شديد وهي تحاول التحكم في نفسها ومشاعرها فهم ليسوا بشړ ليفهموا تلك المشاعر
فاقت على طرقه على الباب شغفي
يتبع
القلب_وما_يهوى
أسماء_محمود

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات