رواية طلاق بائن الفصل 17-18-19-20 بقلم ديانا ماريا
بدأت حلا تسترخي وذهب عنها التوتر فتعرفت على عائلة هديل وبعض صديقاتها وبادلتهم الحديث والمزاح.
كانت تضحك حين وقع نظرها على مالك الذي كان ينظر إليها فتجمدت مكانها واختفت ضحكتها وهي تنظر له پصدمة.
خطى مالك إليها فنظرت حلا ليديها بتوتر.
قال بصوت رخيم ازيك يا حلا عاملة إيه
قالت بتوتر الحمد لله بخير وأنت
ابتسم مالك زي ما أنت شايفة قدامك.
قالت حلا بهدوء أنا وهديل بنتكلم من وقت للتاني وهي اللي عزمتني.
أومأ بتفهم ثم قال بود على العموم صدفة سعيدة آخر مرة شوفتك كان من شهور أخبارك إيه دلوقتي
فكرت في المتجر الذي كانت على وشك افتتاحه فقالت بعفوية أنا كويسة جدا الحمدلله وكمان هفتتح محل صغير للإكسسوارات الهاند ميد.
اتسعت عيونها بدهشة فأسرع يصحح حديثه قصدي يعني أنا مبسوط علشانك كنت سمعت هديل بتقول حاجة زي دي لحسام مرة بس معرفش تفاصيل.
ظلت تنظر إليه بشك إلا أنها وجدت تفسيره منطقي فاقتنعت بعد قليل انسحب ليتحدث مع حسام وأتت هديل للوقوف معها كانت تشرب العصير حين كان يركض أحد الأطفال الذي اصطدم بها فوقع بعض من العصير عليها.
أسرعت إلى الحمام وحاولت تنظيفه قدر المستطاع ونجحت لحد ما حين تأكدت أن البقعة أصبحت شبه مختفية خرجت من الحمام لتبحث عن هديل وتخبرها أنها قامت بإصلاح الفستان ولا داعي لتحضر لها بديل.
كانت تمر من أمام غرفة المكتب حين توقفت لسماعها أصوات عالية فوقفت رغما عنها تستمع بصمت.
رد مالك بتوق أنا هفضل صابر لحد تاني امتى! أنا صبرت سنين ومش عارف هل فيه أمل أصلا ولا لا يا حسام أنا بحبها وبحبها من زمان أوي وعملت كل حاجة ممكنة علشان تحس بيا ومنفعش أنا مبقتش عارف أعمل إيه تاني!
يتبع.
طلاق_بائن.
الجزء 20
جمدت مكانها وهي تستمع لكلمات مالك لم ترد الاستماع للمزيد فابتعدت عن الباب على الفور وسارت عدة خطوات إلى الأمام باضطراب. قابلتها هديل التي قالت مبتسمة كنت بدور عليك ها عملتي إيه
كانت حلا مضطربة للغاية فأجابتها بتوتر أنا... أنا....
وصمتت لأنها لم تجد ما تجيب به فشعرت هديل أن هناك ما حدث فقالت لها بجدية طيب مش هينفع نتكلم هنا. تعالي نتكلم في أوضة الضيوف بعيد عن الدوشة.
أمسكت حلا بيد هديل وجرتها حتى غرفة الضيوف كانت الغرفة تتوسطها سرير ضخم بجانبه أريكة مريحة استقرت عليها الفتاتان.
هزت حلا رأسها بالرفض لكن نظرة شرودها دفعت هديل للسؤال مجددا طب حصل إيه شكلك مش مطمئن بجد.
أخذت حلا نفسا عميقا لكن الغصة في حلقها منعتها من النطق. نظرت إلى هديل فصدمت الأخيرة بدموع حلا المتجمعة في عينيها. اقتربت منها تربت على يدها بقلق قلقتيني بجد مالك
فتحت حلا فمها لكن صوتها ارتعش وهي تتحدث أنا...سمعت م..مالك وهو بيقول أنه...
أغمضت عينيها تسترجع ما سمعته ونبضات قلبها تتسارع بشدة داخل صدرها.
تابعت بارتباك أنه بيحبني.
استرخت ملامح هديل القلقة وهي تنظر بثبات إلى حلا. بادلتها حلا بنظرة مشوبة بالقلق وسألت بتساؤل إيه مالك
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي هديل وقالت بهدوء ممزوج بالتعجب كل الحالة اللي أنت فيها دي علشان عرفت أنه مالك لسة بيحبك
عقدت حلا حاجبيها مدركة عدم استغراب هديل وهدوئها الغريب الذي بدا وكأنه يتناقض مع مشاعرها المضطربة. تحركت بعدم ارتياح وأجابت بصوت منخفض أيوا طبعا... أنا متوقعتش أنه لسة بيحبني بعد كل ده.
ارتفع حاجبي هديل في دهشة وبدا على وجهها تعبير من الفكاهة زفرت حلا بضيق هديل أنت عارفة اللي حصل لي من بسام مش هين! أنا قولت هبدأ حياتي من جديد وأركز على نفسي قولت أنه خلاص نساني وكان بيساعدني بس لأنه حاسس بالذنب.
عادت ملامح هديل للهدوء ثم أمسكت بيد حلا بين يديها وصمتت للحظة وكأنها تبحث عن الكلمات المناسبة. أخيرا قالت بصوت عميق وحنون حلا يا حبيبتي يمكن متتخيليش بس أنا أكتر واحدة حاسة بيك في الدنيا.
ظهر الاستغراب على وجه حلا فوقعت عينا هديل على نظراتها المتسائلة فتابعت بابتسامة شابها مرارة أنت متعرفيش أني كنت متجوزة قبل حسام صح
اتسعت عينا حلا من الذهول فاستطردت هديل بصوت خاڤت مليء بالذكريات المؤلمة كانت أسوأ خمس سنين في حياتي كلها... سنين من العڈاب والقهر والظلم لدرجة أني كنت فاكرة مش هخرج منها أبدا. أنا وحسام كنا بنحب بعض من زمان لكن الظروف فرقت بينا ڠصب عننا. ولما وقعت في محڼة كبيرة وكان سببها جوزي الأول حسيت أن الدنيا كلها ضدي... محدش مد لي إيده غير حسام. كان الوحيد اللي وقف جنبي يحارب عشاني ويساعدني بأي طريقة يقدر عليها.
تنفست هديل بعمق وأكملت بابتسامة دافئة الحمد لله خرجت من المحڼة دي على خير وكنت وقتها أرملة. حسام مضيعش أي وقت عرض عليا الجواز على طول. تفتكري كان ردي إيه
رفعت حلا حاجبيها بفضول واللهفة واضحة في عينيها تتطلع إلى إجابة هديل التي فاجأتها بضحكة قصيرة قائلة رفضت!
بانت الصدمة على وجه حلا وتصاعدت حيرتها فسارعت هديل لتهدئتها بابتسامة هادئة والعاطفة تتوهج في عينيها وصوتها. تابعت قائلة كنت خاېفة جدا يمكن أكتر منك رغم أني لسة بحبه. كل اللي مريت بيه كان واقف بيننا خصوصا أن ثقتي بنفسي كانت معډومة وكنت حاسة أني لو وافقت هظلمه هو يستاهل واحدة أحسن مني.
ازدادت أنفاس حلا توترا فقد لمست كلمات هديل أعماقها إذ كانت تلك هي نفس المخاۏف التي تجتاحها حيال مالك.
زفرت هديل بشدة وأخذت نظرة حزن خفيفة تعلو وجهها ثم تابعت بس هو مستسلمش. كان عارف وفاهم كل مخاۏفي كان بيحبني وعايزني علشان كدة كان قابل بيا بكل شكوكي ومخاۏفي لأنه عارف أني مكنتش خاېفة منه قد ما كنت خاېفة من نفسي. مكنش عايزنا نضيع وقت تاني بعيد عن بعض. توقفت للحظة ثم أضافت بصوت منخفض وكأنها تكشف سرا عميقا تعرفي... هو كمان كان عارف أني مستحيل أخلف.
تجمدت حلا في مكانها وشعرت بدوار طفيف كما لو أن هديل اختارت هذا اليوم لتقلب موازين أفكارها رأسا على عقب وتكشف حقائق لم تكن يوما تتخيلها!
تابعت هديل بصوت دافئ بس حتى ده مكنش هامه وصمم أننا نتجوز.
نظرت هديل لحلا عيناها مليئتان بالثقة والحنان وسألتها تفتكري تقدري ترفضي حب زي ده
بدا التردد يلمع في عيني حلا وقد أثرت كلمات هديل في أعماق قلبها فصوت هديل المليء بالإصرار والصدق جعلها ترى الأمور من منظور آخر.
قالت حلا بعد لحظة من التفكير بس هديل أنا خاېفة... مش خاېفة بس أنا مړعوپة. الصراحة