رواية طلاق بائن الفصل 17-18-19-20 بقلم ديانا ماريا
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
مالك شخص كويس جدا بس افرضي أنا اللي مقدرتش... مقدرتش أحبه ولا قدرت أدي له اللي يستحقه.
انخفض صوتها بشكل ملحوظ وكأن الكلمات تتعثر في حلقها وأردفت افرضي مقدرش أكون الشخص اللي هو عايزه.
تابعت هديل النظر إلى حلا بعينيها المتفهمتين وهي تشعر بمدى حيرة صديقتها لكنها أرادت أن تعيها للواقع فقالت ونبرة التحدي تظهر في صوتها تفتكري لو مكنتيش الشخص اللي هو عايزه كان فضل مستني السنين دي كلها
تلاعبت ابتسامة تسلية على ثغر هديل وهو كان عارف أنك جاية علشان كدة جه النهاردة وأقولك كمان هو اللي كان بيزن ليل نهار عايز يعرف عزمناك ولا لسة ويتأكد أنك هتيجي علشان يقدر يشوفك ويتكلم معاك.
قالت هديل بخفة محاولة كسر الصمت لو حاسة نفسك أحسن يلا نطلع علشان محدش يقلق.
نظرت حلا إلى هديل وأحست بشيء من الراحة في وجودها خف الحمل الذي تشعر بثقله على قلبها قليلا لذلك نهضت معها وقبل أن يخرجوا أكدت لها هديل بعطف مترهقيش نفسك كتير وفكري براحتك وصدقيني مش هتندمي.
ظهر التوتر على وجهها وبدأت أنفاسها تتسارع وهي تنظر إلى هديل تضغط على يدها بشكل غير إرادي. كانت عيناها تبحثان عن دعم في وجه هديل كأنها تريد أن تستمد منها القوة لمواجهة مالك بثبات.
تقدم مالك وحسام نحوهما لمحت حلا في عينيه تلك النظرة التي جعلت قلبها ينبض بسرعة.
قال حسام باستغراب لهديل وهو يقف بجانبها ويضع يده على ذراعها كنتوا فين يا حبيبتي وإيه الغياب ده كله
ابتسمت هديل حتى لا تثير شكوكه وقالت بمرح بنتكلم في شوية حاجات يا حبيبي وحلا حست أنها تعبانة شوية فقولت لها تقعد لحد ما تحس نفسها كويسة.
أجابت حلا بصوت خاڤت تتعمد عدم النظر إليه أيوا الحمد لله بقيت أحسن.
إلا أنه كان يظهر عليها العكس تماما وكأنه واضح حدوث شيء عكر مزاجها أو ضايقها شعر مالك بشيء غير طبيعي فقال بلطف محتاجة حاجة أجيبها من الصيدلية
أحست بأنها إن لم تنظر إليه ستلفت انتباهه لوجود وضع غير طبيعي فرفعت بصرها وقالت بابتسامة ضعيفة لا شكرا أنا بخير.
تنقلت نظرات حسام بين مالك وحلا بتفحص وفطن لوجود شيء ما غير معتاد في الأجواء أخبر نفسه أنه سيستخلص الحقيقة من زوجته حين يكونان وحدهما حاول تلطيف الأجواء قائلا طب يلا علشان نقطع التورتة البنات مستنين وكانوا بيدوروا على هديل.
لكن نظرة حسام لم تفلت من مالك الذي شعر بتوتر الموقف. تبادل نظرة سريعة مع حلا التي بدت وكأنها غارقة في أفكارها مما زاد من قلقه.
مرت بقية السهرة بسرعة كأنها ضباب يلتف حول عقل حلا. كانت مشاعرها تتأرجح بين التوتر والانشغال بأفكارها. وعندما حان وقت الذهاب تقدم مالك نحوها تتلألأ في عينيه الرغبة في المساعدة ولكنه بدا مترددا.
تحبي أوصلك سأل بصوت هادئ.
حلا التي ظهرت بوادر الرفض على وجهها شعرت بيد هديل تضغط على ذراعها ولم تترك لها فرصة للرد اه ياريت والله علشان متروحيش لوحدك دلوقتي وممكن متلاقيش تاكسي.
نظرت حلا إلى هديل بعتاب وكأنها تلومها على ورطتها في هذا الموقف المحرج. كان قلبها ينبض بشكل أسرع وعقلها ېصرخ بأن هذا هو آخر ما كانت تحتاجه. مشاعرها كانت متضاربة من جهة كانت تخشى أن وجودها مع مالك قد يجعل الأمور أكثر تعقيدا ومن جهة أخرى لم تستطع التفكير في أي حل للخروج من هذا الموقف المحرج الذي وضعتها فيه صديقتها.
أخيرا أومأت بصمت وتبعت مالك للخارج حيث فتح لها باب سيارته بلطف ووجه هادئ لا يظهر تعبير استشعرت نسمات الهواء البارد تلامس وجهها مما جعلها تشعر بارتباك أكبر. ركبت السيارة بهدوء محاولة تجاهل نظرات مالك المتفحصة.
بينما أغلق الباب خلفها تساءلت في داخلها ماذا سيحدث الآن
استدار مالك حول السيارة ليركب في مقعد السائق مما زاد من توتر حلا. كانت لا تعرف كيف سيكون الوضع بينهما طوال الطريق. جلست مشدوهة محاطة بصمت غير مريح.
قال مالك فجأة مما أفزعها لأنها كانت شاردة متأكدة أنك كويسة
أومأت برأسها عدة مرات ورغم أنها تعرف مدى بلاهة موقفها إلا أنها لم تتمكن من إبداء رد فعل أخر.
قالت بارتباك أيوا الحمدلله بس يمكن مرهقة شوية علشان كدة مش مركزة.
رغم عدم الاقتناع البادي على وجهه إلا أنه صمت إزاء إجابتها بدا أنه يفكر بعمق في أمر ما فكانت تراقبه خفية من تحت جفونها.
بدأ الحديث بجدية حلا أنا عايز أقولك حاجة مهمة.
انتظرت حديثه بترقب والخۏف يملأ قلبها لأنها لا تعرف كيف ستكون إجابتها أو ردة فعلها إن صرح لها بحبه.
ابتلع ريقه وقال أنا....
إلا أنه صمت عن الكلام وضغط على المكابح بشكل مفاجئ حين لمح شجرة كبيرة واقعة في منتصف الطريق.
نظرت لها حلا بتيه وقال مالك بانزعاج إزاي الشجرة تكون في نص الطريق كدة أنا هنزل أشوف لو أعرف احركها.
هبط من السيارة بسخط واضح وتقدم نحو الشجرة وهو يضع يديه في خاصرته ويفكر كيف سيزيحها عن الطريق راقبته حلا بفضول ثم اتسعت عيونها بشدة حين ظهر فجأة مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص حول مالك ويمسكون بعدة أسلحة بيضاء.
ارتفع صدرها وهي تتنفس بسرعة من الخۏف حدقت إليهم بړعب وقلبها يدق پعنف وعقلها لا يستوعب ما يحدث في اللحظة التالية وبكل مفاجئ ضړب أحدهم مالك بعصا على ظهره.
اتسعت عيون حلا پصدمة وفي لحظة من الړعب صړخت بنبرة مفعمة بالفزع مالك!
يتبع.
طلاق_بائن.
بقلم ديانا ماريا.
كان المفروض يكون الأخير بس أنا قسمته لظرف ما وبإذن الله الجزء التاني منه ينزل بكرة