الخميس 09 يناير 2025

رواية لخبطيطا الفصل الأول إلى الفصل السادس

انت في الصفحة 12 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

وينظر أمامه دون أن يحرك رأسه شعر بالقلق حيال هذا الأمر ونظر حوله ليجدهم جميعا وكأنهم صورة ولا يتحرك منهم أحد.
نهض من مكانه وردد بصوت منخفض
الحوار ده حصل معايا على الأرض التانية لما رماد كان موجود! لا لا استحالة رماد يعرف يجي هنا أصلا
تحرك بحذر في المدرج لكن سرعان ما ظهر شرار أصفر كثيف يتحرك بسرعة كبيرة جدا ووقف أمامه مباشرة ليكتشف أنه هو رماد
تراجع خطوتين إلى الخلف ونظر إليه پصدمة كبيرة وهو يقول
رماد! أنت جيت هنا إزاي
ابتسم وتقدم خطوة إلى الأمام قائلا
فاكرني مش هعرف أوصل لهنا أنا بنفي الناس للأرض دي ومش هعرف أوصلها
نظر إليه بتحدي وڠضب في آن واحد وأردف
وأيه اللي جابك هنا عايز مني أيه! أنا سبتلك الكوكب كله ورجعت لحياتي تاني
أتاه الرد الصاډم والذي لم يتوقعه
أنت فاكر إنك كدا مش بتكمل الدايرة! بالعكس ده مستقبلنا بيحدد ماضينا اللي بيحدد أصلا حاضرنا الدايرة مستمرة طالما بدأت علشان توقفها لازم تمنع بدايتها لكن طالما بدأت كل حاجة بتعملها بعدها بتبقى جزء منها
هنا نظر إليه عبدو وردد بتحدي
تقصد دايرة زمن صح
ابتسم وأجابه بهدوء
ما أنا قولتلك المستقبل بيأثر على الماضي والماضي بيأثر في الحاضر والحاضر بيأثر في المستقبل وده معناه دايرة زمنية زي اللي احنا فيها دي دلوقتي كلنا عايشين في دايرة زمنية الزمن بيكررها بطريقة منتظمة وفيه حد مسؤول عن بداية الدايرة دي تحب تعرف مستقبلك اللي أثر في ماضيك
ابتسم بسخرية ونظر إليه قائلا
على أساس إنك مسافر بالزمن وجاي من المستقبل يعني
ضحك رماد واقترب منه خطوة أخرى وهو يجيبه
ده حقيقي فاكر لما كلمتك عن إن الإنسان يقدر يسافر بالزمن ولا لا قولتلي أيه قولتلي استحالة لأن علشان الإنسان يقدر يسافر بالزمن لازم كتلته تبقى بصفر أو بنفس كتلة الضوء كلامك صحيح لغاية اختراع الميم دال وده زي بدلة بيلبسها الإنسان مقاومة للحرارة المرتفعة جدا لدرجة لو وقعت في بركان مش بتتأثر بسبب المواد اللي مصنوعة منها البدلة دي أنا لابسها دلوقتي يعني لما اتحرك بسرعة زي سرعة الضوء ليا كتلة لكن مش بتأثر بالحړق علشان البدلة دي ومقاومتها للحرارة الخرافية اللي الإنسان لو اتحرك بسرعة الضوء ممكن تخليه يتحول لرماد في ثانية أما بقى الرجوع بالزمن أنت قولت مش ممكن وهو فعلا استحالة لكن مع وجود الدايرة الزمنية اللي قولتلك عليها المستقبل ثم الماضي ثم الحاضر ثم المستقبل ثم الماضي اكتشفت إن طالما فيه دايرة زمنية والمستقبل بيأثر على الماضي معنى كدا إني لو سافرت بالزمن اقدر بكل سهولة ألف في الدايرة دي وارجع للماضي والحاضر الموضوع تخيله صعب لكن تخيل كدا الماضي والحاضر والمستقبل في دايرة وانت ماشي في الدايرة دي هتعدي الاول على الماضي وبعدين الحاضر وبعدين المستقبل وبعدين هترجع تاني للماضي معنى كدا إنك بمجرد ما توصل لنهاية المستقبل بتوصل للماضي تاني لكن ده بيتم على كوكبنا إحنا فقط مش كوكبكم لأن الكوكب بتاعكم ليه حسابات تانية محدش فاهمها وبكدا أقدر أقولك اني مسافر عبر الزمن ها تحب تعرف مستقبلك أيه يا فاشل!
رمقه پغضب واقترب منه خطوة وهو يقول
أولا أنا مش فاشل ثانيا أنت قولت النظرية بتاعتك دي مش بتتم على أرضي وده معناه إنك مش عارف مستقبلي
ضحك بصوت مرتفع قبل أن يجيبه
فعلا صحيح أنا مستحيل أعرف مستقبل أي حد على الكوكب ده لكن أعرف مستقبلك أنت بس بالتحديد متسألنيش ازاي لأني اعرفك من زمان اينعم مش أنت اللي بتبدأ الدايرة بس أنت اهم جزء فيها ها تحب تعرف مستقبلك اللي كله فشل أنت حتى هتكتب رواية تسميها لخبطيطا وتحكي كل اللي بيحصل بالتفصيل من البداية للنهاية والنهاية دي هتكتشف فيها الحقيقة الرواية هتفشل زي غيرها ومحدش هيصدق اللي بتكتبه لأنه خيال بالنسبة ليهم والخيال عمره ما يتحقق هتكتب رواية اسمها مالديتو وبردو هتفشل لأنها ...
وقبل أن يكمل سرده للمستقبل صاح فيه پغضب شديد قائلا
متكملش مش عايز أعرف حاجة أنا فعلا كنت ناوي اكتب عن اللي بيحصل ده وكنت محتار في الاسم واسم لخبطيطا ده مش مفهوم وغريب الصراحة وعلشان ده ميحصلش لو فعلا مستقبلي فأنا مش هكتب الرواية دي نهائي
ابتسم وقال بثقة كبيرة
هتكتب الرواية وهتنشرها وهتفتكر وقت ما تنزل الفصل اللي فيه حوارنا ده هيبقى الفصل الخامس بالتحديد
رمقه بنظرة غير راضية وتحدث پغضب شديد
الدايرة مش هتكمل غير بيا وأنا مش هكملها عايز تقتلني اقټلني بس معتقدش إنك هتعمل كدا علشان أنا مهم جدا علشان خطت دي تنجح مش هكتب رواية ولا هعمل أي حاجة أقولك على حاجة! أنا هعتزل الكتابة نهائي وهكمل حياتي عادي
ابتسم رماد ونظر إلى المكان من حوله قبل أن يقول
ده بيبقى الرد في كل الازمنة هتكمل الدايرة ومش ڠصب عنك هتكملها بنفسك وأنت مش واخد بالك هوضحلك بمثال يعني مثلا واحد عرف انه ھيموت في المستقبل عن طريق حاډثة عربية فقال إنه في اليوم ده مش هيخرج من البيت خالص وعلشان كدا وهو شايل مياة مغلية في اليوم ده غرق بيها امه فقام وجري وشالها ووداها العربية وراح بيها المستشفى فعمل حاډثة في الطريق ماټ لو كان خرج في اليوم ده عادي ومكانش قعد في البيت مكانش ھيموت رغم علمه انه في المستقبل ھيموت بعربية لكن هو بنفسه اللي ودى نفسه للمۏت هي دي الدايرة ان المستقبل اثر على الماضي والماضي اثر على حاضر الشخص ده فخلاه يقعد في البيت بالتالي المياة السخنة ڠرقت امه فجري بيها بالعربية وهو متوتر ومش مركز علشان كدا عمل حاډثة وماټ هي دي الدايرة مهما عملت هتكمل قرارك بانك مش هتكمل ده أصلا جزء من اكتمال الدايرة زي القصة اللي حكيتهالك دي بالظبط خيوط معقدة لكن في النهاية بتوصل لطريق واحد
علم عبدو انه وقع في قاع مظلم لا خروج منه لذلك ردد باستسلام
طيب على الاقل عرفني أنت مين وتعرفني منين قولت إنك تعرفني من زمان
اتسعت ابتسامته ورمقه بثقة قائلا
قولتلك على الحقيقة بس محيت الجزء ده من ذكرياتك هتعرف كل حاجة في الوقت المناسب ودلوقتي ارجع مكانك تاني علشان كل حاجة هترجع تاني
بالفعل عاد وجلس مكانه مرة أخرى وتحرك كل شيء من حوله بعد توقف دام لدقائق.
نظر كريم إلى صديقه عبدو وردد بتعجب
فيه حاجة غريبة حصلت انت كنت باصص كدا وفجأة لقيتك باصص في الأرض
ابتسم عبدو وردد مازحا
أصلي عليا عفريت عفريت اسمه رماد
رفع حاجبيه ونظر إليه پصدمة قائلا
بتهزر! رماد كان هنا بجد
هز رأسه بالإيجاب وأجابه بهدوء
اينعم هو دخول الحمام زي خروجه بردو! شكلنا كدا لبسنا يا معلم
لوى ثغره وردد بعدم رضا
يادي النيلة هو رماد ده مفيش حد يلمه بدل ما هو عمال رايح جاي في الكوكبين كدا
الټفت الأستاذ الجامعي ووجد كريم يتحدث فأشار إليه قائلا
الطالب أبو كاب هناك
انتفض في مكانه وأشار إلى نفسه بړعب وهو يقول
أنا يا دكتور
ابتسم وقال بثقة
أيوة أنت قولي بقى أنا كنت بقول أيه
فكر قليلا قبل أن يقول پخوف
حضرتك كنت بتشرح
رفع أحد حاجبيه وقال بتحدي
عارف إني كنت بشرح كنت بشرح أيه بقى
أسرع واجابه بجدية
بتشرح المادة اللي مقررة علينا الترم ده
ضحك الاستاذ الجامعي ومعه جميع الحاضرين قبل أن يقول بجدية
لا ده أنت بتستظرف بقى قوم وهات حاجتك والكارنيه بتاعك يا بشمهندس
نظر إلى صديقه بطرف عينيه وهمس بعدم رضا
عاجبك كدا اديني هروح في داهية بسببك وبسبب رماد بتاعك ده
تحرك من مكانه واقترب من الاستاذ الجامعي وهو يقول بأسف
مش قصدي حاجة والله يا دكتور أنا كنت هجاوب
أخذ منه الكارنيه الخاص به وردد وهو يشير إلى باب المدرج
اتفضل على برا مش عايز كلام
ثم الټفت مرة أخرى وتابع الشرح بينما تحركت سهوة وجلست بجوار عبدو قائلة
بقولك أيه يا عبدو بما إنك متخصص الروايات في الشلة وكدا فيه رواية اسمها حرقني واحببته حلوة اقرأها ولا أيه
رفع أحد حاجبيه وقال متسائلا
حرقها بڼار حبه يعني ولا ايه
هزت رأسها بالنفي ووضحت له
لا هو فعلا حرقها واحدة اعرفها على الفيس هي اللي رشحتهالي البطل حړق البطلة علشان قاسې وهي اتشهت وهو بعدين حبها وعالجها وعملها عمليات تجميل وهي حبته في النهاية
فتح فمه من الصدمة واستمر لثوان قبل أن يقول بعدم تصديق
حرقها! وهي حبته في الآخر دي بطلة مهزقة وبطل مفتري وكاتب او كاتبة لسة في حضانة سيبك من الهبل ده يا بنتي وأنا هبعتلك اسم كام رواية حلوين النهاردة بدل الحړق ده
الټفت الأستاذ الجامعي مرة أخرى وشاهدهما وهما يتحدثان فأشار إلى الباب قائلا
يلا أنت وهي على برا حصلوا صاحبكم ونسوه بدل ما هو قاعد برا لوحده
نهض عبدو من مكانه وردد بصوت غير مسموع
نبرت فيها يا عم كريم اديني جايلك
خرج من المدرج ومعه صديقته سهوة واتجها الاثنين إلى الكافيتيريا وما إن رأى وجههم كريم حتى ابتسم وقال
مرحبا بكم في حزب الفشلة طردكم أنتوا كمان!
جلس عبدو قبل أن يقول بعدم رضا
أيوة ياعم اتبسط بقى الدكتور باعتنا نونسك
استقروا في مقاعدهم قبل أن يقول كريم متسائلا
رماد كان عايز أيه
عاد بظهره إلى الخلف وأجابه قائلا
كان جاي يقول إن وجودي هنا مش هيوقف دايرة الزمن الصراحة اقنعني وبفكر نرجع تاني هو فاضل وقت أد أيه على المحاضرة الجاية
نظر إلى ساعته قبل أن يجيبه
فاضل ساعة وربع
لمعت عيناه وردد قائلا بابتسامة
حلو أوي لو روحنا قدامنا ساعة يعني اسبوعين هناك المرة دي مفيش حاجة نخسرها لازم القوة تجيلي علشان أقدر أواجهه
صمت كريم قليلا ليفكر قبل أن يقول
طب هنفتح البوابة فين ده غير إننا عايزين زيت
نهض من مكانه وردد بجدية
فيه مبني ورا الكلية لسة بيتبني محدش هناك والزيت أمره سهل هنجيبه من السوبر ماركت اللي برا يلا بينا
هنا وقفت سهوة وقالت بعدم فهم
أنا مش فاهمة أيه الكلام الغريب اللي بتقولوه ده وبعدين رايحين فين
رمقها عبدو وهو يستعد إلى الرحيل
هفهمك بعدين رايحين مشوار وهنيجي بعد ساعتين سلام
رفضت رحيلهم ووقفت أمامهم قائلة
لا رجلي على رجلكم مش هقعد لوحدي خدوني معاكم مش هعمل صوت
هز رأسه بالرفض وقال بجدية
مش هينفع يا سهوة خليكي هنا
هنا تحدث كريم وقال بهدوء
خلاص هاتها يا عبدو طالما عايزة تيجي وأنا هفهمها الحوار
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 15 صفحات