رواية ميما الفصل الثالث والرابع والخامس والسادس بقلم أسماء الاباصيري
كثيرا فهى مازالت صغيرة على كل هذا
فى يوم ما واثناء جلوسها بمفردها بالغرفة تلعب بدميتها تلك نجد كلا من سامح وهدى يشاهدون التلفاز فى صمت قاطعه سماعهما صوت جرس الباب يعلن عن قدوم ضيف ما ... تعجب كلا منهما لهذا فهما ليسا بإنتظار حضور احد تحرك سامح سريعا ليري الطارق فى حين اتجهت هدي لغرفة مريم تجلس معها بينما يرحل هذا الضيف
قاطع تحديقه هذا صوت هذا الطارق
............ مرحبا .... اهذا منزل السيد سامح فهمي
سامح نعم صحيح هذا انا ... كيف بإمكانى مساعدتك
......... آسر البندراي ابن عم مريم وقد جئت لأخذها للعيش معي
يتبع .......................
4. منزل العائلة
ينظر اليه سامح بدهشة فى محاولة لإستيعاب ما تفوه به ضيفه ... حسنا آسر البندارى اسم لا يخفى على اى شخص بالبلاد لكن ما قاله بعد ذلك هو ما يحيره ... ابن عم مريم .... من مريم تلك التى اتى ليأخذها معه .. وسرعان ما توصل ان مريم هو اسم ريم الحقيقي فأردف سريعا
افسح سامح له الطريق ليدلف الى المنزل فى حين تحرك هو للداخل متأففا
و بعد ان جلسا عاود الضيف حديثه
آسر متذمرا ها قد دخلت أيمكنك احضارها سريعا ليس امامي اليوم بطوله
ليعقد سامح حاجبيه و يردف
سامح بجدية حسنا كونك السيد آسر البنداري لا يعنى انك قريب ريم .... ليطالعه آسر بإستغراب فيصحح حديثه سريعا ... اقصد مريم عذرا لم ادرك اسمها الحقيقى سوى منك الآن ... هل لديك ما يثبت قرابتك تلك
سامح لم نتوصل لأي شيء يخصها او يخص عائلتها لذا لم نستطع معرفة ابسط ما يخصها كأسمها
ليومأ آسر و يكمل
آسر حسنا انا شاكر لكم رعايتكم لها ... لقد اتخذت كافة الاجراءات لإستلامها منك و هاهى الاوراق التى تثبت كونها من عائلة البندارى
ليتناول سامح تلك الاوراق يتفحصها فيجدها سليمة تماما و تثبت كونها ابنة عمه بالفعل
سامح بقلق حسنا سأذهب لجعل زوجتى تجهزها للرحيل فقط اعطنى بعض الوقت
ليومأ هو على مضض و يتركه سامح ليخبر زوجته بما حدث و هو على علم بمدى صعوبة فراق الصغيرة على زوجته وعليه ايضا لكن لم يكن هذا فقط ما يشغل باله بل هذا الآسر الذي لا يشعر براحة تجاه تسليمها له ولكن لا يملك بيده شيء يمكن فعله بهذا الخصوص
سبقهم سامح ليجلس مع الضيف حتى ينتهوا .. و اثناء جلوسهم سويا يتناولان القهوة التى اعدها سامح له بعد ان استسلم هو لفكرة انتظاره بعض الوقت لمح سيدة تبدو فى عمر الثلاثين تدلف الى الحجرة والتى لم تكن سوى هدى فظن سريعا انها مريم ثم ابتسم بسخرية على فكرته تلك فإن كانت ابنة عمه بهذا العمر اذن فهو فى الاربعين من عمره حيث انه على علم بكونها تصغره بخمسة عشر عاما كما انه حصل على معلومة افادت كونها فى التاسعة من عمرها... اذن اين تلك الصغيرة .. اخذ يبحث بعينيه فى المكان حتى وجد اصابع صغيرة تتمسك بعباءة تلك السيدة ويختفى باقى جسدها بالخلف . نهض من مكانه واتجه ناحية هدي لينظر لتلك القزمة كما اسماها فى عقله فور رؤيته لقصر قامتها انحنى لها قائلا بجمود
آسر مرحبا هل انتي مستعدة للرحيل
لم ترفع رأسها عن الارض ولم تعطيه اية استجابة
آسر بحدة لما لا تجيبين انظري لى حين احادثك
لتنتفض هى فور سماعها صراخه
فتدخل سامح سريعا ليوضح
سامح سيد آسر مهلا عليها ... لقد فقدت قدرتها على الحديث منذ الحاډث كما انها لا ترفع عينيها عن الارض معظم الاوقات .. لقد استغرقنا اسبوعان لجذب انتباهها والحصول على استجابة منها
ليذفر آسر فى ضيق فقد جلب لنفسه المشاكل
آسر حسنا لا بأس هذا جيد فأنا لا احب مثيري الشغب ... ستكون هادئة معظم الوقت .. رائع
سامح بإستغراب لا تقلق فلن تسمع صوتا لها .... كما انها للأسف مصاپة بالسكري ويجب ان يكون اكلها صحي وان تداوم على اخذ دواءها فى موعده المحدد ...
اومأ آسر وهو ينظر فى ساعته وجد ان لديه بعض الوقت فالټفت سريعا الى سامح يعرض عليه مكافئة مالية مجزية على رعايته بمريم لكنه رفض رفضا قاطعا مخبرا اياه انه اعتبرها ابنة له و انها من اعطى للبيت بهجة وفرح بهذا الشهر انهى حديثه مع سامح و هم بالمغادرة
آسر حسنا والآن هيا علينا الذهاب
اقترب منها فعادت خطوتان للخلف ومازالت متمسكة بعباءة هدى فهى ان كانت لم تستجب معهم لكنها اعتادت عليهم و ادركت طيبتهم و محبتهم لها اما الان فهى ستذهب للمجهول كما انها لم ترتح ابدا لنظرات هذا الشخص المتفحصة
نراها بعد فترة تجلس بجانبه وهو يقود سيارته تنظر الى الى دميتها الموضوعة على قدميها .. يعم المكان الصمت حتى شعرت بتوقف السيارة بمكان ما ظنت انهما وصلا للمكان المنشود ... رفعت نظرها قليلا لترى اين هما لكنها وجدت انهم بإشارة مرور ... سرحت بفكرها قليلا الى ما حدث منذ قليل وبكاء هدى واڼهيارها عند مغادرتها وعناق سامح الذي ذكرها بعناق أباها الدافئ لتدمع عيناها لتذكر والدها الحنون ووالدتها بطيبتها المعهودة .. ظلت بأفكارها تلك حتى شعرت بتحرك السيارة مرة اخرى الى المجهول
توقفت السيارة فى مكان ما و سمعت باب السيارة يفتح فنقلت نظرها من على دميتها الى المكان حولها لترى فيلا تحيطها مساحات خضراء مبهرة قطع تأملها هذا شعورها به يفتح باب السيارة بجانبها فى اشارة منه الى ان تنزل فامتثلت لطلبه وقد اعادت نظرها للارض ... تبعته الى داخل الفيلا فى صمت حتى سمعت صوتا يتحدث بغنج يقول
آسر واخيرا عدت ....طلبت منى البقاء وانتظارك للحديث بأمر هام وها انت تعود متأخرا .. لقد فاتنى الحفل بسببك .................
آسر بتهكم استمحيك عذرا رولا هانم لم أتأخر متعمدا وآسف بسبب تأخيرك عن حفلك الخامس لهذا الاسبوع لكنى اراك مازلتي بملابس نومك حتى الآن وغير مستعدة للحفل
رولا بدهشة ملابس نومي هذا فستان احضرته خصيصا لحفل اليوم
آسر بحدة ما اراه هو رداء للنوم اخجل انا اخاكي من رؤيتك به ... انسي ان تخطي خطوة واحدة خارج الفيلا بهذا الشكل
رولا بصړاخ امي انظري لحديث ابنك .. يسيء الى ذوقى ويحاول منعى