الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية مر الاهمال كامله بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 4 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

لم يفعل معها هذا! لم يسألها عن ماذا ستفعل ولم يخبرها ألا تتأخر! لما أليست هي أحق بهذا! ابتلعت ريقها بصعوبه تشعر بغصه تسد حلقها وكأن حجر قد وضع به أخفضت عيناها كي تمنع انسيال دموعها ضغطت قبضة يدها تحاول أن تهدأ نفسها... تشعر أنها ستفشل.. لذا قامت بهدوء قائله 
_أنا أسفه بس... محتاجه ارتاح عن أذنكوا .
خرج السؤال من سلوي وهي تقول بقلق
_مالك يا أمنيه أنت تعبانه
هزت رأسها بنفي تقول
_لأ مرهقه بس اصل لفيت كتير النهارده.
انتبهت ليزن يسألها
_لفيتي لي
نظرت له بۏجع مستتر وبنظره خاليه ردت 
_مش مهم... عن أذنكوا.
وكالعاده بعد كل موقف يحدث... كانت دموعها هي نهاية ليلتها...
تنهدت بعمق تحاول أن تتخلص من تلك المشاعر السيئه التي أنتابتها أثر ذكرياتها..
نظرت لكف يدها لتري هذه الندبه التي كانت أثر لچرح غائر حدث لها... لم يكن هذا الچرح فقط في يدها بل كان الچرح الأكبر في قلبها.. وكأن ذكريتها أبت أن تتركها تنام بسلام فراح عقلها يتذكر يوم أن حدث هذا الچرح...
كانت تنظف شقتها حين انتقلت لتمسح المنضده من الغبار وقد كانت ذو رف زجاجي وقعده خشبيه وبينهما مسافه.. لا تعلم كيف او متي حدث هذا ولكن تعثرت قدماها فاستندت بثقلها بكف يدها علي الرف الزجاجي فأعلن انكساره أسفل كفها مسببا چرح غائر في كفها.. صرخه عڼيفه خرجت من فاهها وهي تتمسك بكفها بۏجع صارخ وتنظر له كيف انغرست قطعه من الزجاج به انسالت دموعها بغزاره وهي لا تعرف ماذا تفعل.. 
لم تجد حل سوي الترجل لزوجة والدها وبالفعل نزلت سريعا لها وأخذتها سلوي للطبيب فورا الذي أزال لها قطعة الزجاج وقام بتقطيب الچرح ولف الشاش حوله رجعت للمنزل بعدها وهي مرهقه حقا...
_هتصل بيزن ييجي يقعد معاك و...
_لا ياطنط مفيش داعي أنا هطلع أنام حاسه اني تعبانه..
_طيب يابنتي اعرفه عش...
_مفيش داعي ياطنط بدل ما يقولك عندي شغل وميجيش ناخدها من قصيرها احسن.
كانت نبرتها حزينه مقهوره.. لم تعد تثق أنه يهتم لأي شئ يخصها لا تريد چرح جديد يضيف لچراحها..
مر اليوم بأكمله وشعرت به مساء يتسطح بجوارها.. مدت يدها تلتقط الهاتف لتجد الساعه تشير للثانيه صباحا.. ابتسمت بسخريه وحمدت ربها أنها لم تترك والدته تحادثه بالطبع لم يكن سيأتي من الخامسه وهو عائد الثانيه صباحا..
في اليوم الثالث لهذا الحاډث وكأنه لاحظ يدها فجأه!
_رابطه ايدك لي يا أمنيه
بعد يومان يسألها! كانت معه أمس ولم يلاحظ! دوما لا يلاحظ كيف يلاحظ وهو لا ينظر لها من الأساس ولا حتي أثناء حديثهم دوما مشغول بفعل شئ ما. أما ورق عمل أو عمل علي الحاسوب أو انشغال بالهاتف وأبسط شئ انتقاء ملابسه حتي هذا يشغله! كل شئ يشغله عداها هي...
______________________
وصل منزله بعد يوم شاق.. لم يكن شاق جسديا بل كان شاق ذهنيا.. طوال اليوم يشغله التفكير في حياته معها وفي حديث أكرم يحاول الوصول لسبب ما تفعله الآن هاتفها مرتان أثناء النهار ولم تجيب.. أخرج هاتفه بعد أن جلس بتعب فوق الأريكه ضغط علي رقمها يحادثها مره أخري.. مرتان... ثلاث... وفي الرابعه وجد هاتفها قد أغلق.. زفر بضيق وهو يلقي الهاتف فوق المنضده.. رجع برأسه للخلف مغمضا عيناه يشرع بالضيق الشديد والنقم علي ما يحدث ولا يعرف له تفسيرا..
لم يشعر بنفسه وهو يغرق في النوم حتي أنه استيقظ فجأه ليري ضوء النهار يعم الصاله نظر للساعه باستغراب ليجدها التاسعه ونصف صباحا قطب حاجبيه بذهول هل نام محله! حاول الاعتدال ليتألم بسبب ۏجع رقبته وظهره لنومته هكذا تأفف بضيق وهو يتسائل كيف تركته أمنيه ينام هكذا! كيف لم توقظه باكرا لقد تأخر علي العمل!
رفع صوته ينادي بضيق
_أمنيه... أمن.....
صمت حينما تذكر عقله ما حدث بالأسم واستوعب عدم وجودها.. مسح وجهه بكفه يحاول إزاله أثر النوم وربما يزيل ضيقه أيضا...
لم يأخذ الأمر أكثر من خمس دقائق وكان انتهي من ارتداء ملابسه واستحمامه.. فتح درج السراحه يبحث عن سماعة البلوتوث خاصته التي لم يستعملها منذ فتره.. لكنه يحتاجها اليوم لديه الكثير من الاعمال التي سيحتاج إنهائها بالمكالمات الهاتفيه...
ظل يبحث في الأدراج وانتقل للكمود يبحث هناك.. فتح درج الكومود الخاص بزوجته يبحث فيه ولكن وجد دفتر متوسط الحجم لفت انتباهه...
مسكه وفتح أول صفحاته ليجد خطها الذي يعرفه قد دون بالصفحه كاتبا جمله عريضه بمنتصفها...
ربما لا استطع أن أبوح بالكثير لأحد من حولي لكن أنت الوحيد الذي سأسطع أن أكتب بك كل ما يريد صدري أن يخرجه دون أي مرواغات في الحديث.. ربما ارتاح قليلا... ربما...
أمنيه 
جلس أعلي الفراش يقلب الصفحه باهتمام يشعر أن هذا الدفتر سيكشف له الكثير..
في الصفحه التاليه وجد كلمتان فقط وكأنهم عنوان الدفتر بأكمله... تمتم بخفوت وهو يقرأهما 
مر الإهمال 
يتبع
حكاية مر الإهمال بارت ٤... ناهد خالد.
بعد اسبوع....
_أمنيه أنا عاوز أعرف أنت في قرار واخداه يعني مقرره هتعملي أي في حياتك ولا لسه بتفكري
_ مش عارفه الحاجه الوحيده الي عارفاها أني مش عاوزه ارجع البيت دلوقتي ومش مستعده اتواجه مع يزن.
_أنت لسه بتحبي يزن يا أمنيه
نظرت له بتفاجئ لم تتوقع أن يطرح عليها هذا السؤال سؤال لم تطرحه بينها وبين نفسها حتي... أسبوع كامل مر منذ تركت بيتها وامتنعت عن الرد علي مكالماته وهربت من مواجهته لا تريد العوده للمنزل ولا تريد محادثته فقط تريد الإنفراد بنفسها إلي متي ! لا تعلم تعرف أن هذا خطأ وترك الأمور معلقه ليس جيد ولكنها لا تشعر أنها قادره علي وضع النقاط علي الحروف وتحديد مسار حياتهما فكرت بكل شئ إلا سؤال أخيها ربما لم تفكر به هربا من الإجابه وربما لا تمتلك إجابه من الأساس ! ربما قلبها حائر كعقلها تماما .
مش عارفه يا أكرم صدقني معنديش إجابه بس ... أنا نفسيتي تعبانه وحاسه أني مچروحه وأرجوك متسألنيش عن أسباب .
تنهد بضيق علي حالتها يتمني لو يعرف ما الذي أصابها وما الذي حدث بينهما لكنه لا يريد الضغط عليها والتدخل في شؤنها .
طيب امتي هتقدري تتكلمي معاه يزن بيكلمني كل يوم تقريبا عاوز يشوفك ويتكلم معاك ومعتقدش أنه هيصبر علي الوضع ده كتير .
زفرت بضيق ف حتى رغبتها في الانعزال يقتحمها ولا يسمح لها بها .
ماشي يا أكرم قوله يصبر يومين كمان ويبقي ييجي نتكلم .
هعرفه وياريت تقرري ناويه تعملي اي عشان لما ييجي تقوليله قرارك وتبقي الأمور واضحه بينكم .
___________________
كان يجلس بمكتبه يعبث في أوراق عمله بلا عقل عقله شارد هناك معها ... ولأول مره لا ينتبه لعمله ولا يركز به وهذا حاله طوال الأسبوع المنصرم زفر بضيق وهو يلقي بالأوراق فوق المكتب ورجع بظهره يستند علي كرسيه الهزاز رجع برأسه يستند بها علي ظهر الكرسي أيضا وأغمض عيناه يشعر بالكثير من الهموم فوق رأسه غيابها يزعجه .. لا يزعجه لأبعد حد يشعر بشئ مهم ينقصه أصبحت حياته تمتلأ بالفوضي بدأ من منزله الذي يملأه

انت في الصفحة 4 من 11 صفحات