رواية جمال العقل و جمال الشكل كامله بقلم الكاتبة رفيف أحمد ياقدي
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
جمال العقل و جمال الشكل
أعجبت بابنة جيراننا ليليان لجمالها الأخاذ منذ أول يوم انتقلت به مع عائلتها إلى المنزل المجاور لنا فكان إعجابي بها دافعا لأن أدرس بجد وأتخرج من الجامعة ثم أتقدم لطلب يدها قبل أن يسبقني شاب إليها .
حمدت الله أنها ليست مرتبطة حيث أن أمي تعرفت بأمها وعرفت منها ذلك . كنت كل يوم أخرج به من المنزل أتمنى أن ألمحها لعل يومي يبدأ بسعادة عند رؤية ذلك الوجه الملائكي لكن ولسوء حظي كنت أرى ابنة جيراننا جوليا التي بات إعجابها بي واضحا وضوح الشمس حيث أنها كلما طبخت طعاما أو قامت بإعداد حلويات تحضر لنا طبق وتقول لأمي
فأصبحت العائلة بأكملها تناديني بزوج جوليا المستقبلي لكني لم أكن مسرورا بذلك فطالما فضلت الجمال بالفتاة على كل شيء حيث أن جوليا كانت ذا مستوى جمال أقل من المتوسط مما جعلني كلما لمحتها على درج العمارة أو في الشارع أزيح ناظري كي أتجنب رؤية ابتسامتها التي أصبحت تصيبني بالاستفزاز كوني لم أعطها أي أمل يجعلها تتمسك بي بتلك الطريقة.
ولم لا تريد جوليا يا بني إنها فتاة طيبة القلب وتحب مساعدة الكبيروالصغير عدا عن عملها بالجمعيات الخيرية و تواجدها بالمقدمة في أي عمل به خير للناس غير أنها مثقفة تقرأ الكتب بشكل يومي على الرغم من انشغالها بمساعدة الناس ودراستها .
كل تلك الصفات لا تعنيني أريد ليليان.
ذهبت أمي لخطبة ليليان فكانت فرحة قبولها بي لا تضاهيها فرحة على الإطلاق . تم الاتفاق على حفل الخطوبة بعد أسبوع من زيارتنا لهم. وقامت والدة ليليان ووالدتي بدعوة كل الجيران وبالطبع كانت عائلة جوليا من المدعوين.
باليوم الذي عرفت به جوليا بأمر خطبتي على ليليان أتت إلى منزلنا وبعد أن فتحت أمي الباب قالت لها
حاضر يا ابنتي .
وسام جوليا تريد الحديث معك .
أصبنا جميعا بدهشة كبيرة لقدومها لكني شخصيا كنت أعتقد أنها سترجوني أن لا أرتبط بليليان وما إن وقفت أمامها حتى قالت لي بابتسامة وبهدوء تام
أنت تعلم علم اليقين بأني معجبة بك وحاولت جاهدة أن أجعلك تبادلني الإعجاب أو حتى تبادر بالحديث معي لكن بما أنك فضلت فتاة أخرى علي سأخرجك من عقلي وقلبي وكأنك لم تكن يوما فمن لا يريدني لا يستحق أن يأخذ ولو جزءا بسيطا من تفكيري والآن وداعا .
يا إلهي لقد نسيت أن أقول لك مبارك خطوبتكما وأسأل الله أن يتمم زواجكما بخير ويرزقكما أطفالا تنير حياتكما.
ما إن دخلت حتى تعالى تصفير وتصفيق ابن عمي جاد الذي كان يمضي السهرة معنا برفقة أبيه وأمه ثم قال
فضحكت أمي وقالت لجاد
إن ابن عمك من الشباب الذين يلهثون خلف الفتاة الفاتنة بشكلها لنرى كيف ستكون فترة خطوبته من الحسناء ليليان.
فرد جاد قائلا
فعلا يا زوجة عمي وأنا عكسه تماما فأنا من الشباب الذين يلهثون خلف الفتاة الفاتنة بعقلها غير أني لم يكن لي نصيب