الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية جمال العقل و جمال الشكل كامله بقلم الكاتبة رفيف أحمد ياقدي

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

إلى المنزل رأيت جوليا قد خرجت من منزل ليليان ثم عانقتا بعضهما عناق الصديقات اللواتي أمضين عمرا مع بعضهن . حينها اشتعلت غيظا من جوليا ثم قلت في قرارة نفسي
حتما معاملة ليليان الباردة لي سببها جوليا .
جعلني ذلك أتراجع إلى الخلف بضع خطوات وأختبئ بجانب سور السلم وما إن أغلقت ليليان الباب ونزلت جوليا حتى أوقفتها قائلا
تبقى ستة أيام على خطوبتك لابن عمي ولا أزال عالقا برأسك.
فقالت لي وهي مقطبة الجبين 
ماذا تقصد ! ومالذي أوحى لك أنك عالق برأسي! 
ليليان التي كانت يجب أن تتحدث معي في صباح اليوم التالي لخطوبتنا ومن الصباح إلى المساء لم تتكلم معي إلا مرات معدودة وبضع كلمات وكل ذلك لا أرى سببا له سوى أنك قمتي بتحريضها ضدي عن طريق افتراءاتك علي بأني أحببتك وتخليت عنك لأجلها وذلك فقط لټنتقمي مني على تجاهلي لك.
حينها ضحكت وقالت 
والله لم أجد بحياتي شخصا على أرض الواقع ذا مخيلة واسعة مثلك يجب عليك أن تجرب كتابة القصص والروايات ستصدقني ستلاقي كتاباتك رواجا كبيرا.
فقلت محتدا
جوليا أنا لا أمزح .
وسام تصفح رسائلك من الآن إلى المساء وابق منتبها لرنين هاتفك وعندما تشعر بالسعادة عليك أن تعرف أني سببها .
ثم هرولت إلى المنزل وأنا واقف مكاني أحاول فهم قصدها وما إن دخلت إلى المنزل حتى بدأ هاتفي برنين نغمة الرسائل فإذا بها رسائل متتالية من ليليان تعتذر بها عن تقصيرها معي وتسألني عن حالي وعن هواياتي المفضلة والكتب التي أفضل قراءتها وبينما أنا غارق بدهشة في قراءة الرسائل التي لمست بها اهتماما كبيرا رن هاتفي فإذا به رقمها وما إن أجبت على اتصالها حتى قالت لي بنبرة رقيقة
وسام لقد أرسلت لك خمسون رسالة منذ خمسة دقائق ولم تجب إلى الآن يا ترى ما السبب ! .
ثم ضحكت برقة حينها ضحكت من صميم قلبي وبعد أن طلبت منها إنهاء الإتصال لكي أعاود الاتصال بها أمضينا ساعة كاملة نتكلم بها عن الأشياء التي نحبها ونكرهها وبعد ذلك استأذنت أن تنهي الاتصال فتمددت على السرير ثم أصبحت أتخيل كيف ستصبح حياتنا في المستقبل مملوءة بالحب والتفاهم وفجأة تساءلت عن تبدل حال ليليان ثم أتى ببالي كلام جوليا لكن سرعان ما قلت 
لا يهمني سبب تبدل حالها طالما أنها أصبحت تتحدث معي براحة و كأنها حبيبتي منذ سنين .
لكن بعد زواجي من ليليان بأشهر قليلة تمنيت لو أني سألت جوليا عن قصدها وعرفت منها سبب التبدل المفاجئ لحال ليليان .
في ليلة خطوبة جاد وجوليا قالت لي ليليان 
مع أني لم أعرف جوليا إلا منذ فترة قصيرة لكني أخبرتها بما يؤلمني وكأني أعرفها منذ سنين وأتمنى لها السعادة مع جاد من كل قلبي .
فقلت لها
لا تنخدعي بمظاهر الناس ولا تعطي سرك لأحد ثم ما هو الشيء الذي يؤلمك وأنا لا أعرفه ! 
فقالت بتلثعم 
أمور تخص البنات .
لم أرغب حينها بالإلحاح عليها لتخبرني بسرها كي لا تشعر بالنفور مني .
أمضيت خمسة عشر يوما أتكلم بها مع ليليان بشكل يومي حيث أنها لم تنقطع عني أو تتأخر في الرد على رسائلي إلى أن طلب أباها مني القدوم للحديث بأمر هام وبعد أن ذهبت وأنا أتساءل عما يريد أخبرني أنه يريد أن يقدم موعد حفل الزفاف بأن يكون بعد ثلاثة أشهر عوضا عن ستة لاضطراره السفر للعمل بمدينة أخرى والانتقال مع زوجته للعيش فيها . حلق قلبي فرحا

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات