رواية ميما الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر
متجهمة يبدو عليه استغراقه بالتفكيرفى امر ما .. قاطعه صوت شهقات مكتومة عقد حاجباه بإستغراب فأخته قد غادرت المكان امام عيناه اذا لمن هذه الشهقات
استدار للخلف ليجدها تقف بمكانها منذ بداية الحديث تنظر لموضع قدماها ... يرتجف جسدها بقوة لا يرى منها سوى كومة من الشعر رغب حينها ان تتخللها اصابعه .. استيقظ من افكاره تلك ينظر لها بإستغراب ... هى تبكي ... وما الجديد بالامر قالها لنفسه بسخرية فالطالما كانت الطفلة الباكية لكن و للحق هناك دائما سببا لبكائها هذا ... فجأة تراجعت عدة خطوات للخلف ورفعت رأسها تطالعه فى دهشة وتعجب و .... خوف .......... ازعجه .... لما لا يعلم
لم ترد بل زادت ببكاءها وارتجافها
آسر على ما اذكر لم تكونى انتي من صفعت
استمر بكاءها لكنه استشاط ڠضبا عند سماعه همسها والذي ظنت انه غير مسموع
مريم بهمس وبكاء همجى متوحش
هم بأن يفعل بها ما فعله مع شقيقته منذ قليل بل ربما سيضيف اليه ما يطفئ من غضبه المثار بداخله لكن شئ ما حثه على محاولة احتواء غضبه والسيطرة عليه
لترفع رأسها فور سماعها همسه
مريم ماذا
آسر بصوت عالي اصعدي لغرفتك ... تحركي فورا
انتفض جسدها قليلا ونظرت له ببلاهة عدة لحظات قبل ان تومأ سريعا وتفر هاربة من امامه فى حين بدأ هو بالتحرك للعودة مرة اخرى الى غرفته فلقد قاطعه صوت اخته منذ قليل تصرخ بمريم ... لكن ما اوقفه هذه المرة صوت خاڤت سمره مكانه
الټفت لها سريعا ليجدها قد عادت بضع خطوات لتناديه طالعها بإندهاش فهذه المرة هى من المرات القلائل التى تناديه بها بإسمه
آسر ماذا الآن
مريم شكرا لدفاعك عني
قالتها سريعا وفرت هاربة من امامه لكن هذه المرة دون تراجع
بقى عدة لحظات بمكانه يستمع لصدي كلماتها فى عقله ..... شكرته ...... هل قامت بشكره للتو !!! .... ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه ...أنب نفسه فورا ..... لما هو سعيد لهذا ... مجرد شكرها له اسعده .. هل هذا طبيعي .. بالطبع ليس طبيعي يبدو ان انهاكه بالايام الاخيرة اثر على سلامة تفكيره .. يجب عليه الحصول على بعض الراحة ... اقنع نفسه بهذه الفكرة واتجه لغرفته بدلا من غرفة المكتب عله يستريح ويريح عقله المنهك من التفكير
السكرتيرة سيد آسر آسفة لإزعاجك لكن لديك ضيف يصر على مقابلتك
آسر بإنزعاج بدون موعد سابق
آسر بإستغراب وقد نهض جالسا حسنا ادخليه لنرى من هو هذا المهم
اومأت السكرتيرة موافقة و سمحت للضيف بالدخول
.............. احدى عشرة دقيقة لتسمح لى بمقابلتك .... اظنه وقت قياسي لشخص لم يأخذ موعد لينول هذا الشرف
آسر بدهشة فارس .... متى اتيت ولما لم تنبئنى بوصولك البلاد
فارس بمرح اردت مفاجئتك بحضورى اشتقت لك كثيرا آسر
ليحتضن الاثنان كلا منهما الاخر بقوة .... فارس ..... ٢٦ عاما ....... والده عادل البندراي عم آسر ..... يتيم الاب والام له اخ واحد يعيش بالخارج ..... دائما ما اعتبر فارس آسر اخاه الاكبر يستشيره فى جميع اموره .... سافر منذ سبع سنوات للدراسة بالخارج ... اتم دراسته واستمر بغربته عدة سنوات بعدها
آسر واخيرا عدت بعد غياب سبع سنوات
اومأ فارس واردف
فارس ولا افكر بالسفر مرة اخرى ارغب بالاستقرار هنا
آسر بفرح حقا ... هذا رائع ..... واخيرا سأجد من يساندنى بالشركة
تنحنح فارس بطريقة فهم منها آسر ما يفكر فيه
آسر بتفهم لن اجبرك على البدء بالعمل فورا خذ وقتك بالاستقرار وحدد بأي مجال ترغب بالعمل ودع الباقى لي
فارس بحب كالعادة تدرك ما افكر فيه قبل ان اتفوه بكلمة .... لقد اشتقت لك اخي
ابتسم آسر بحب فلقد اشتاق لهذا الصغير ومرحه و تنهد براحة فأخيرا عاد الطير المهاجر الى عشه
فرح لا اصدق انه فعل هذا ...... هل جن ام ماذا هذا المتعجرف متحجر القلب
مريم هو لم يقصد هذا ربما اراد المساعدة فقط فهو يعلم خوفى من الماء
فرح يمكنه مساعدتك بطرق اخرى ألم يجد سوى هذه الطريقة
مريم معك حق ... لكن هو ساعدنى بعد ذلك لقد اخبرتك بما حدث
فرح بهيام نعم رجلي الوسيم فعل ..... اااااه كم هو رائع
مريم بسخط وما الرائع به تحديدا مازال متعجرف ومغرور بل و ضيفي ايضا كونه همجى متوحش
فرح بخبث ألم تدافعى عنه منذ قليل .... وقلدت صوتها ..... هو لم يقصد هذا ربما اراد المساعدة فقط
مريم بإرتباك وماذا عنك ألم تنعتيه بالمتعحرف متحجر القلب
فرح بسرحان وهيام لكنه مازال رجلي الوسيم
حركت مريم رأسها بيأس
مريم لا فائدة من الحديث معك بهذا الشأن لن تغيري فكرتك عنه ابدا
فرح انا لن افعل لكن اظن انك تفعلين
مريم ماذا انا مستحييل
فرح بلى .... اتنكرين انه ساعدك
مريم بدهشة بالطبع لا لا انكر هذا و لقد شكرته بالفعل
فرح هذا بالظبط ما اقصده .... سابقا لم تقومي بشكره قط حتى عندما اهداك هدية والان تعترفين بكل بساطة بمساعدته لك و تشكريه رغم علمك انه ربما لم يفعلها لاجلك
نظرت مريم لصديقتها بدهشة تفكر بصحة كلامهم لتدرك انها على حق .... ما بها ... لما تأثرت هذه المرة بما فعله ..... ربما هى حقا تغيرت ........ لا لا لا ... بل هى بالتأكيد جنت
مريم بإرتباك هيا هيا كفاكي حديثا بهذا الموضوع لقد وصل السائق وعلي الذهاب ... وداعا اراكي لاحقا
ذهبت سريعا هاربة من حديث صديقتها بل من افكارها هى نفسها
وصلت المنزل فرأت باب الفيلا مفتوح تعجبت لهذا فنادرا ما يترك هكذا دلفت للداخل واتجهت سريعا الى المطبخ لترى الدادة تقف تقلب الطعام بشرود امام الموقد ليقابلها ظهرها
مريم اشتقت لكي كثيرا جميلتى
لتنتفض الدادة فزعا من الذي اتى خلفها فجأة محاصرا اياها بيديه لتجد انها مريم تلك المشاغبة
دادة بدهشة وخوف سامحك الله على فعلتك تلك ألن