رواية وختامهم مسك كامله من الفصل 21 الي الفصل 30بقلم نورا عبد العزيز كامله جميع الفصول
بحزم شديد
أنت عايزة تتجوزيه يا مسك
نظرت إلي والدها بأرتباك ولم تجرأ على الحديث أمامه فأومأ برأسه بتفهم وقد علم بجوابها دون أن تتحدث نهائيا وقف من مكانه وذهب ليتركها حائرة فى رد والدها لم يخبرها بموافقته أو رفضه على تيام أستمع لكل شيء منها ثم ذهب دون أن يجيب مما زاد من قلقها وتوترها غادرت مسك المنزل وذهبت إلى منزل والدتها بقلق يحتلها من أن يرفض والدها إذا كان ما زال يحمل فى طياته ڠضبا من تيام فرغم مسامحته لها لكنه حازما وصارما جدا معها دلفت إلى غرفتها وألقت بجسدها على الفراش بحزن ولجت بثينة خلفها وجلست جوارها بقلق وسألت
مفيش يا ماما
قالتها مسك بضيق قوى وخنق يكتم أنفاسها بداخلها مسحت بثينة على رأسها بلطف وقالت
هو انا مش عارفاكي يا مسك أيه اللى مزعلك
مفيش يا ماما صدقينى
قالتها مسك بزمجرة أكثر من إصرار والدتها على الحديثوأغمضت عينيها بحزن يحتلها...
__________________________
وصل تيام إلى القاهرة فى اليوم التالي وذهب إلى حيث منزل غريب وجلس فى الصالون ينتظره راسلها فى الهاتف بقلق وتوتر شديد قائلا
خرجت مسك من غرفتها بعد رسالته لترى والدها يخرج من الغرفة وحدق بها بنظرة قوية أوقفتها مكانها وجعلتها تزدرد لعابها بقلق وقفت غزل خلفها تربت على أكتافها وقالت
متقلقيش يا مسك
خرج غريب إلي الصالون وكان تيام جالسا مع جابر ووقف بسرعة مع خروجه أحتراما له مد يده إلى غريب وقال
لم يصافحه غريب وجلس على المقعد نظر تيام إلى جابر بحيرة وهذه البداية لم تكن تسر القلب أبدا وقفت مسك تراقب كل شيء من بعيد وبعد أن رأت مقابلة والدها تجمعت الدموع فى عينيها پخوف من تجمده تبسم تيام رغم كل شيء وبدأ يتحدث عن نفسه وعن عمله فى القرية كونه رئيسا لها ومالكها وبعد أن أنهي هذا الحديث قال بعفوية وسعادة تغمره
هز غريب رأسه يمينا ويسارا بالرفض القاطع وقال
أسف أنا معنديش بنات للجواز
أمال اللى جوا دى أيه أدخل أجبهالك بنفسي لو مش واخد بالك منها
قالها تيام بسخرية من كلمته ليربت جابر على قدمه بلطف حتى يهدأ ولا يتحدي هذا الرجل وقال بعفوية
ممكن بس تأخد وقت وتفكر إحنا مش مستعجلين وأسال العروسة... أنا أسف فى الكلمة بس هم اللى هيعيشو ا مع بعض
قالها غريب بحدة صارمة نظرت مسك إلى أختها بحزن شديد رغم علم والدها بحبها إليه وهو وحده من شهد على معاناتها فى بعده هو من دفع بنفسه تكاليف المړضي وسمح بفتح غرفة العلميات لها فقط حتى تتعافي من الفراق وتنشغل عن الألم الذي بداخلها والآن يحكم عليها أن تعيش فى هذا الألم مدي الحياة ربتت غزل على كتفها بلطف ولا تعلم ماذا تفعل أو تقول لها
أنت فاكر أنى معرفش اتجوزها أنا عملتها قبل كدة وأقدر أعملها تاني وثالث ومحدش هيقدر يمنعني
متقدرش تتجوزها أدخل انا أجبهالك وتشوف هتتجوزها ولا لا
قالها غريب بحدة صارمة لېصرخ تيام پغضب قاټل
هتجوزها ڠصب عنك وعن اللى يتشدد لك ....
قاطعته صوتها الحاد تقول بقسۏة غاضبة من طريقة حديثه مع والدها وصوته العالي فى وجه غريب
تيام
توقف عن الحديث فى حضرتها ونظر إليها ليراها تقترب منه وترتدي فستان وردي اللون وتضع مساحيق التجميل وتزينت كعروسا لاجله بهذه اليوم وعينيها تلوثت بدموعها بعد أن سمعت رفض والدها القاطع لهذا الأمر لم يقوي على رؤية دموعها بهذه اللحظة وقال بهدوء ونبرة مرتجفا خائڤا من فقده
بيقولي مش هتجوزك يا مسك
حاولت أصطنع القوة أمام الجميع وقالت
وأنا قولتلك أيه
أبتلع لعابه بأرتباك وقال بضيق شديد من رفض والدها
مش هتتجوزينى غير بموافقة باباكي.. بس هو
لما تزعقله مش هيوافق يا تيام أنت عايزاه ميوافقش
قالتها بهدوء شديد حتى يهدأ من روعته وتخمد نيران غضبه الذي أحتله للتو فهز رأسه بالرفض إليها تطلع غريب بهما وهكذا جابر الذي يشفق على هذا الثنائي وقف غريب من مقعده بحزم رغم رؤيته لدموع أبنته التى هزمتها وتساقطت من جفنيها أمام الجميع وترمق تيام بنبرة دافئة مطمئنة رغم بكاءها وقال
أنا قراري مفهوش رجوع عايزة تتجوزيه من ورايا تاني يبقي براحتك لكن بعدها تنسي أنك بنتي عمري كله وحتى جنازتك متمشيش فيها
نظرت مسك إلى والدها بعجز شديد يتملكها ثم تمتمت بلهجة واهنة وصوت يكاد يخرج من بين ضلوعها
أمشي يا تيام
ركضت إلى غرفتها باكية بأنهيار تام دلفت غزل وراها لتراها تقف باكية أمام المرآة وقالت بحزن
ليه ها ليه أنا بحبه يا غزل قسيت عليه كتير ووجعته ليه بابا كمان يقسي عليه ها... ليه أنا بحب تيام يا غزل....
توقفت عن الحديث عن سقطت على الأرض فاقدة للوعي تماما من هول الصدمة التى أحتلت قلبها وعجزها عن الذهاب إليه بسبب حديث والدها..
فى الخارج رأها تيام تركض للداخل باكية وضعيفة عاجزة عن الذهاب إليه فقال بضيق
ليه إيه اللى مش عاجبك فيا وأنا هغيره أشرط عليا أى شرط حتى لو طلبت حتة من السماء أقسم بالله لاجبهالك عشان مسك أطلب وأمر باللي عايزه مهما كان صعب ومستحيل وهحققه لك عشان مسك..
قاطعه صړاخ غزل التى خرجت مهرولة من الغرفة وقالت پذعر شديد
بابا مسك واقعة جوا ومش بترد عليا .....
هرع الجميع للداخل پصدمة ألجمتهم جميعا حملها تيام على ذراعيه ونزل إلى السيارة مع والدها وجابر أخذوا للمستشفي وتركه غزل مختبئة فى المنزل ظل الطبيب بالداخل كثيرا يفحصها وتيام يكاد يتوقف قلبه من الخۏف مړتعبا من أن يحدث لها شيء ويفقدها خرج الطبيب بوجه حزين إلى غريب.. رمقه غريب بقلق من وجهه وملامحه الحزين بينما هرع تيام إليه وقال
مسك بقيت كويسة
نظر الطبيب إليه بأسف ثم نظر إلى غريب لا يعلم كيف يخبره بحالة أبنته التى لطالما عالجت المئات والآن هى من تحتاج للعلاج تمتم الطبيب بنبرة هادئة حزينة
دكتورة مسك عندها ورم فى الدماغ
أتسعت عيني غريب على مصراعيها پصدمة ألجمته وقد فهم الآن سبب الإغماءات الكثيرة وحالة الضعف التى أصابت أبنته مؤخرا ربما كانت تحمل هذا الورم من فترة طويلة لكن لم تسوء حالتها ولم يظهر ضعفها إلا عندما فارقت تيام الفراق وألمه تملك من مرضها وأخبرها جسدها بكل مرة تسقط فاقدة للوعي عن حالته المتدهورة لكنها لم تعري أهتمام إلى لقلبها العاشق الذي يبكي من الفراق بينما نظر تيام إلى الطبيب وتساقطت دموعه كالفضيان من جفنيه لا يستوعب ما يسمعه وما أصاب محبوبته وكأن كل شيء بالحياة اليوم أجمع على ټدمير هذه اللحظة التى أنتظرتها معه جاء اليوم من الغردقة فقط ليتزوجها ويلبسها خاتم زواجهما لكن بدأ الأمر بقسۏة والدها والآن قسۏة القدر عليها.......
وللحكاية بقية.....
وختامهم_مسك
الفصل الرابع والعشرون 24
بعنوان لحظات من القلق
علمت مسك