و اردعت الرجل قتيلا .
لا ادري لما تذكرت هذه الواقعة المؤلمة. فهي زادت على كبس انفاسي وضيق في صدري... اردت لحظتها ان اطلب من اخي جواد يعيدني من حيث أتيت فأحضن امي واقبل قدميها ربما تسامحني على غلطتي التي لا تغتفر. فانا من الان احس بفقدانها والإشتياق إليها.. ولكن... لكن.. للأسف فات الاوان على ذلك. فنحن شرفنا على الإقتراب من الضفة التي تصلنا إلى قرية شجرة البلوط..املي بعد كل هذا العناء ان نجد فيها فقط السلام والإطمئنان اللذان نفتقداه طول حياتنا.
هيثموصلنا اخيرا إلى القرية المقصودة. يبدوا عليها الهدوء وأهلها طيبين جدا. فمنذ ان وصلنا ساعدنا اكثر من شخص حتى نجد بيتا نستأجره.. ولم يطل الامر كنا انا وإخوتي تحت سقف واحد لمنزل شره يمد بالحياة.. ولولا هناك نقص في سعادتنا بعدم وجود امي ودانية معنا. لكان الوضع أريح بكثير.. لا أدري كيف ستكون حياتي بدونهما. فانا ألفت وجودهما وخاصة دانيا فهي تلعب دور الام البديلة التي تعتني بقضاء حاجياتنا في كل واي وقت منذ ان كنا صغارا. حتى اللحظة فهي لم تتخلى عنا ونحن بعيدون عنها كل البعد. إذ نفسها من منحتنا النقود التي إدخرتها من عملها السابق.. كي نسير بها امورنا. حتى نستقر ونجد بعدها عملا نكسب من خلاله قوت ايامنا لكل منا..
تلك الفتاة كم قلبها كبير ويسع للجميع انا اسف على بدران انه خسر فتاة مثل اختي دانية فهو لن يجد مثلها في الكون بأسره
ا.............لعالمة ........جزء.
والد_بدرانإلتقيت بالصدفة دانية وكم سعدت برؤية تلميذتي النجيبة بعد فترة لم ارها فيها.. كانت دانية حقا من أذكى الاطفال الموجودين عندي انذاك. كانت تلتقط الدرس بسرعة وتحفظ السور في مدة قصيرة.. لم تتوانى قط مما اطلبه منها تركز على كل كلمة اتفوه بها كيف يكون نطقها وشكلها ومد حروفها او تقصيرها. إلى غير ذلك من التفاصيل التي لم تمل منها يوما.
حينها ألقيت عليها السلام ورغم كل شيء المسكينة قبلت يدي وسألت عن احوالي وهي مطأطئة الرأس.. فرفعته لها إياه إلى الأعلى. وقلت لها لايوجد شيء يجعلها تنحني رأسها من أجله للاسفل. فهي ليس لها ذنب في كل الذي حصل. ودانية حقا قلبها ابيض كالحليب رغم ان قسۏة الحياة هي من ارادت ان تلطخ براءتها... وانا اتأسف على هذه الحياة التي تجعلنا نفعل أمورا ڠصبا عن إرادتنا. وودت من قلبي لو كان نمط حياة دانية عكس ماتعيشه. لكانت الان زوجة إبني بدران.. ولكن حبذى لو كنا نستطيع ان نخرق قوانين الحياة و نتقبل نواقضها. فلا احد يتقبل فكرة ان إبنة العالمة تكون زوجة إبن الإمام حتى وإن كنت انا.
دانيةعندما صادفت معلمي الشيخ الجليل احسست بالخۏف. خوف تلميذ صغير من استاذه ان يؤنبه. تذكرت كل تلك السنوات الفارطة وانا ادرس واحفظ القران الكريم.. كنت كلما غبت او امسكني عن الحضور ظرف ما.. كان يبعث لي إبنه بدران حتى يتطقس سبب غيابي ويجبرني على العودة في بعض الاحيان إن لاحظ مني التقسير او تكاسلي الذي ينتابني من حين لآخر. حتى تعودت ورسخ في عقلي حضور الدروس في وقتها كالمنبه الذي يذكرك بموعده بالتمام.
مع مرور الايام اصبح بيني وبين بدران مودة خاصة هو تآلف غير طبيعي. كنت اي وضع امر به آخذ بمشورته. فانا اثق بأرائه كثيرا. فمروان له من العقل والحكمة ما يجعل الجميع يحترمه. يحترمه على اخلاقه الحميدة التي إستمدها وورثها من والده .
كان ينصحني دائما ان ابتعد عن الطريق التي مشت فيه امي. وكم حاول ان يبعدني عن الكار بكل السبل التي اتيحت له. ولكن والدتي كانت له بالمرصاد. فكلما أرفض الذهاب لأرقص في الاعراس معها . تنتكس حالتنا للأسوء و يبطل أي شخص ان يطلب من فرقة والدتي إحياء عرسهم بما أني لست موجودة مابينهم.. فأعود من جديد ويعود بدران غضبه مني.. حتى ذات يوم قال لي ان هذا الوضع اصبح يؤرقه. وعليه ان يضع حلا لكل هذا. و يقصد هنا ان نرى مستقبلنا بمنظور اخر ونعيش حياتنا التي نختارها نحن. وليس هم من يختاروها لنا... ولكن ليت الأمر نجح