رواية مستشفى السعاده البارت 1-2-3-4-5بقلم علياء عبد الصبور
ركبتي معايا علشان انا ادفع فلوس التاكسي
قالت پغضب
على جنب لو سمحت
ضحك بصوت عالي وقال
_ بهزر يا بنتي بهزر.. أنا عارف والله انك بتعملي خير فيا.. وانك بتوصليني علشان خۏفتي ما عرفش اوصل
ماشي بس هنزل برضوا
_ لا ما تنزليش.. وبعدين انت فكراني بقولك تعالي معايا فين
ما عرفش والله
السواق قطع كلامهم
_ المستشفى هنا
قالها
_ تعالي ومش هتندمي
ومن غير ما تفهم هي قالت كدة ازاي.. ردت عليه بماشي.
الجزء التالت
خرج المحفظة من جيبه وادهالها.. طلب منها تدفع اجرة التاكسي
_ لا خلاص انا دفعت
دفعتي اية.. انتي لحقتي
يلا بس انزل
كانت حريصة إن إيديها ما تجيش على ايده وهو كمان كان حريص على كدة
_ اتفضلي المحفظة وخدي اللي دفعتيه واياكي تعملي كدة تاني
لا والله
_ اه والله.. خدي فلوسك
بقولك اية.. أنت مش خاېف اخد المحفظة وأجري
_ خديها وأجري.. كدة كدة هي مفيهاش غير ٢٥ جنية
_ لا ما انتي اكيد هتبيعي المحفظة.. كدة يبقى فلوسك وصلتلك
ناصح
_ خدي المحفظة وخدي فلوسك.. أنا عارف إنك مش هتجري
وعرفت منين اني مش هجري
_ احساس
احساس.. بقولك اية.. ما تنزلش بمحفظة تاني
لا مش هاخدها طبعا
_ هاتي المحفظة
اتفضل المحفظة
مد ايدة بعد ما سند على الحيطة وخرج منها مبلغ وقالها
_ خدي الفلوس
اية كل ده.. اومال اية ٢٥ جنية وبيعي المحفظة
_ خۏفت تطمعي في ثروتي وتاخدي المحفظة وتجري.
ضحكت وقالت
_ لا حويط
مش هاخدها
خدي الفلوس
_ انت علقت
_ لا يا عم وعلى أية.. هات الفلوس
اخدت اللي دفعته ورجعت الباقي في المحفظة
مد ايده لقدام وقال
_ اتفضلي.. أخرتيني
مشيت جنبه ودخل المستشفى ومشي جواها بسهولة وكأنه حافظ الطريق.. كان كل اللي يشوفه يسلم عليه.. واضح انه معروف هنا.. فضلت ساكته وهو كان ساكت مش بيتكلم.. كأنه بيركز وخاېف يتكلم فيغلط.. مشيوا في ممر طويل.. يمينه كان فيه جنينة.. محطوط فيها كراسي مرصوصة على شكل دايرة.. كل الكراسي مليانة إلا كرسي واحد.. واضح ان الكرسي مستنيه.. وبمجرد ما وصل.. قام واحد من اللي قاعدين بابتسامة كبيرة سلم عليه وساعده يقعد.. وطلب منها تقعد مكانه.. وراح يجيب لنفسه كرسي.
_ السلام عليكم.. يارب كلكم تكونوا بخير.. ومتقبل طبعا اعتذاركم عن التأخير ده.. بس ياريت ما تتكررش تاني
ضحك كل الموجودين على هزاره وضحكت هيا.. وفضلت بصاله وهي لحد دلوقتي مش فاهمة.. مين ده وبيعمل اية هنا في مستشفى السعادة.. وأية الفرحة اللي في عين الناس اللي هنا.. بس كل اللي كانت عارفاه إنها من النهاردة هتعيش تجربة جديدة.. تجربة احساسها بيقولها إنها هتاخد بأيديها لطريق السعاده
الجزء الرابع
وكأنه قرأ أفكارها فكمل
_ للناس اللي جاية جديد..أعرفكم بنفسي .. أنا مروان حامد.. طبيب متقاعد.. بمارس الطب على أد مقدر بعيدا عن العيادات والمستشفيات .. حاليا بشتغل في التدريب والدعم النفسي وبكتب.. المكان هنا مساحة آمنة إننا نعبر عن نفسنا ونحكي اللي بيوجعنا.. مشاركة خبرات وقصص.. هنسمع بعض ومش هنحكم على بعض.. هنفضفض ونتناقش لعل حد يسمع كلمة من حد تاني تساعده وتقويه.. وتنورله قلبه.
المهم.. تحبوا ابدا انا بقصتي ولا حد حابب يبدأ.
كلهم أجمعوا علي إن هو اللي يبدأ فحكى
_ زي ما الناس القديمة عارفة.. أنا فقدت البصر من عشر سنين تقريبا .. حاډثة.. كنت راجع من الشغل متأخر بعد يوم طويل.. كنت سايق على طريق سريع ومركز أوي.. بس زي ما بيقولوا.. الحذر لا يمنع القدر.. عربية نقل كبيرة شايلة حديد وقفت فجأة ومش عارف ازاي دخلت فيها بكل قوة.. اخذتها بالحضن يعني.. ودي كانت آخر حاجة افتكرتها في اليوم ده.
ابتسم وكمل
_ لا ما فقدتش الذاكرة.. صحيت تاني يوم لقيت نفسي في المستشفى وأهلي حواليا.. سامع صوتهم بس مش شايفهم.. والدي كان أول واحد سمعت صوته.
_ انت كويس يا مروان
هو فيه اية
صوت