رواية مستشفى السعاده البارت 1-2-3-4-5بقلم علياء عبد الصبور
المشكلة مش في العمايل.. المشكلة في النظرة الدونية اللي كانت في عين ابويا واخواتي ليا.. أنت ممكن تعمل لحد كل حاجة من غير ما يطلب بس لما تكون بتعمل الحاجة بحب وبرضا.. بابا رباني اني خدامة واني عار.. وأنا عمري ما كنت عار.. أنا كنت بحافظ على نفسي قبل ما يكون علشانه علشان ربنا.. كتير حاولت اتكلم معاه وافهمه إن البنت جنة.. البنت مش عار.. كان دايما يقولي.. ما هي دي غلطتي إني علمتك علشان تتفلسفي.. البنت مش زي الولد.. الراجل سند والبنت ضلع أعوج.
اكسر للبنت ضلع يطلعلها أربعة وعشرين.. أحمدي ربنا اني ما كسرتلكيش ضلع.. وغوري اعمليلي كوباية شاي.
كان دايما بيكسرني علشان شايف إن في كسري استقامته.. فاكر لو حن عليا ودلعني اني هجيبله العاړ.. أنا ما جبتلوش العاړ.. بالعكس كل الناس بتحلف بأخلاقي.. نفسي أحس إن بابا بيحبني.. بمۏت من الغيرة لما اشوف أبو واحدة من صحابي حاضنها ولا بيكلمها بلين.. بمۏت مع كل كلمة حلوة بابا بيقولها لحد من اخواتي وبيحرمني منها انا.. مش المفروض انا بنت ويكون تعامله معايا برحمة ولين أكتر من الولاد... مش المفروض يحبني ويرعاني ويحتويني علشان ما اجيبلوش العاړ مش الرسول قال رفقا بالقوارير.. مش الرسول وصاهم علينا
اية ذنبي إن عقده النفسية خلته يكره البنات وأية ذنبي إني ما تولدتش ولد.. يا ريتني كنت ولد.. يا ريتني كنت ولد.
صوته ظهر من بين كل الألم اللي ملا المكان وقال
_ كويس جدا يا داليا انك تتكلمي.. كنت مستني أنك تتشجعي وتحكي بقالي كذا مرة.. مبسوط انك حكيتي.. حسيت بكل كلمة قولتيها.. وملتمسلك العذر في كل المشاعر اللي حسيتيها.. بس تحبي ننتناقش ولا تكتفي بالكلام
_ أحب نتناقش.. عايزكم تريحوني.. أنا تعبانة.. أنا علشان اجي الجروب بزوغ من الجامعة لاني ما قدرش اقول اني هاجي.. المرة الوحيدة اللي اعمل فيها حاجة زي دي.. بس مش هقدر اقوله إني جاية اشتكيه.. مش هقدر اقوله اني رايحة حتة غير الجامعة.. محتاجة تساعدوني لاني مش لاقية اللي يساعدني.
_ عارفة يا داليا.. وضعك بيفكرني بزميلة ليا في كلية الطب.. كان والدها بيجيبها الجامعة ويوديها.. وفي مرة حد سخيف من الزملا قالها هو انتي عيلة.. قالتله بابا بېخاف عليا.. مع إن حد تاني ممكن يشوف ده خنقة وعدم ثقة.. الفكرة في نظرتنا للأمور.
ومن غير ما يدلها فرصة ترد كمل
_ لأن زي ما انتي قولتي.. هو تربيته كدة.. يعني تخيلي واحد في بيئة كانت بتقوله كل يوم البنت عار.. البنت خدامة.. الراجل راجل والست ست.. عايزة تعامله معاكي يكون ازاي.
أخد نفس وكمل
انتي بقالك عشرين سنة بتقاومي في وضع ومش عارفة تغيريه.. بالعكس كل ما بتقاوميه وبترفضيه بيزيد سوء.. ليه ما تجربيش تتقبلي.. بمعنى انك كدة كدة هتعملي كل حاجة في البيت فبدل ما تعملي الحاجة وجواكي احساس بالذل.. اعمليها برضا وبصيلها من ناحية انها بر لأبوكي.. هو شايف انك عار أثبتيله بأفعالك إنك فخر مش عار.. شايف إن اخواتك أفضل منك وأهم أثبتيله بأفعالك وحنيتك أنك بتراعي ربنا فيه زيك زيهم وأنك وقت الجد هتكوني الايد اللي بتطبطب عليه .. والدك مهما ظهر قاسې فهو بيحبك وقلبه مليان بالمشاعر الطيبة ليكي.. هو بس اتربى غلط واترسخت جواه أفكار مسمۏمة.