رواية تراتيل الهوي البارت 11 الي البارت 20 بقلم ديانا ماريا
لم تعد ترتاح لوجوده أبدا بسبب نظراته الخفية لها التي تنبئ بأفكاره عنها.
حين عادت للمنزل ساعدتها عمتها على تبديل ملابسها والتمدد لترتاح ولكنها أمسكت بيد عمتها قبل أن تخرج قائلة بجدية لازم نتكلم يا عمتو.
جلست عمتها أمامها نعم يا حبيبتي سمعاك.
تنهدت سروة وهى لا تعلم كيف تبدأ فوجدت نفسها تقول مينفعش اللي بيحصل ده يا عمتو الجوازة دي لا يمكن تتم.
جلست سروة قبالتها ليه إيه يا عمتو! إزاي اتجوز أنا وتاج دي حاجة مش معقولة أبدا وتاج مش مضطر يعمل حاجة زي دي أبدا الحل ده مش منطقي.
رمقتها عمتها بنظرة عتاب وهو إيه اللي كان منطقي يا سروة كسرة أبوك ورقدته في المستشفى
صمتت سروة أمام لوم عمتها التي تابعت ده حل علشان حياتك نفسها تمشي طبيعي قدام يا سروة وعلشان تمشي مرفوعة الرأس ومحدش يقدر يبص لك ولا يفكر يقول عليك أي كلمة وقبل كل ده هيريح أبوك اللي تعب ضاف سنين على سنين عمره ودلوقتي مش قادر يبص حتى في وش تاج نفسه وكسرته دي صعبة يا سروة صعبة أوي!
قاطعتها عمتها بصرامة وهى ترفع يدها أمام وجهها تمنعها من متابعة الكلام اللي حصل حصل خلاص مفيش داعي نعيد ونزيد فيه أنت حياتك اټدمرت واللي عمل كدة هربان وعايش مرتاح محدش واقع فيها غيرنا ده حل علشان بس ننقذ ما يمكن إنقاذه.
بعد مرور أربعة أيام كانت سروة جالسة على سريرها ومستعدة لقد تم تجهيز كل شيء لعقد قرانها على تاج لقد أقيم حفل صغير ولكن بمعرفة جميع المحيطين بهم بأن تاج يريد الزواج بسرعة حتى يأخذ سروة معه ويسافر ولذلك سيكتفيان بعقد قران دون حفل زفاف.
كان والدها في الخارج يجلس مع تاج ويستقبل المهنئين بابتسامة متعبة لا يستطيع الوقوف بعد بسبب تعبه حتى أنه لا يحسن تحريك يده اليسرى جيدا لم يرى أحد نظرة الانكسار التي في عينيه غير تاج يعلم جيدا أنه يحاول إخفائها قدر الإمكان شد تاج على يده فنظر له نصير بنظرة امتنان قابلها تاج بابتسامة متفهمة.
ولجت عمتها للغرفة وهى تقول بجدية يلا يا حبيبتي علشان تمشي مع جوزك.
ابتعلت سروة الغصة العالقة في حلقها وأومأت بصمت وهى تسير مع عمتها لخارج الغرفة.
استقبلها زغاريد النساء فابتسمت لها على مضض ابتسامة شاحبة ثم وقع بصرها على والدها فتوقفت مكانها نظرت لعمتها لخوف فابتسمت لها عمتها بتشجيع سارت حتى وصلت لمكان والدها ووقفت أمامه.
هبطت سروة ببطء حتى أصبحت شبه راكعة على الأرض بمستوى والدها وهى تستند بيديها على ركبتيه حتى لا يثير والدها الشكوك والأقاويل اقترب منها ببطء بوجهه ليستطيع أن يقبلها من جبينها شعرت سروة بشفتي والدها ترتعشان وهى تلامس جبهتها وقد أبتعد بسرعة بعد أن طبع قبلة سريعة باهتة وكأنه ېخاف أن يلمسها فهمت سروة كل ذلك ورفعت عينيها أخيرا ولأول مرة منذ وقت طويل وحدقت لعيون والدها بعيون مناجية صامتة مليئة بالدموع كانت عيون والدها في المقابل مليئة بالعتاب والحسړة لم تحتمل سروة أكثر من ذلك فاڼهارت بالبكاء وهى ترتمي في أحضان والدها كمن يرتوي بالعطش بعد ظمأ طويل حاول والدها مداراة ضعفه أمام الناس وهو يرفع يده المرتعشة ليربت بها على ظهرها.
كان الجميع يراقب ذلك المشهد بتأثر معتقدا أن ذلك كله بسبب الوداع ولأن سروة وحيدة والدها اقتربت عمتها وهى ترفعها وتقول بمزاح حتى لا يلمح أحد التوتر القائم خلاص ياجماعة هنقلب المناسبة السعيدة عياط هى راحة مع جوزها يا نصير وهترجع تاني صدقيني تاج مش هيخطفها.
ثم تركت سروة لتهتم بنصير كانت سروة تتراجع حين اصطدمت بشخص ورائها وقبل أن تلتفت كان تاج يضمها له لم يعرف لماذا أثرت به دموع سروة وحزنها ولذلك تقدم منها حتى يسندها.
غادورا بعدها هى وتاج وأمام الناس المغادرة ستكون للمطار حتى يلحقوا الطائرة لكن الحقيقة هى أنها سيذهبون لشقة استأجرها تاج في منطقة بعيدة ليبقوا بها بعض الوقت.
فتح تاج باب الشقة وهو يشير لسروة بأن تتقدمه فخطت سروة للداخل وهى تستطلع الشقة بنظراتها حين أغلق تاج الباب وقفت بتوتر لأنها مدركة أنها الآن أصبحت وحيدة معه.
قال تاج بسخرية من ورائها خدي راحتك يا عروسة أوضة النوم هتلاقيها أخر الطرقة في وشك وأنا هنام في الأوضة التانية.
ثم تركها واختفى في إحدى أركان الشقة تنفست بارتياح وهى تحمل حقيبتها وتتوجه للغرفة التي أشار إليها.
أغلقت الباب ورائها ووضعت حقيبتها على السرير وأخرجت منها ملابس مريحة للمنزل ثم بدلت ملابسها.
كانت تجلس على السرير وهى تنظر للفستان الذي كانت ترتديه بسخرية ياله من يوم زواج!
هى أيضا كان لديها أحلام كأي فتاة قاعة زفاف أنيقة فستان ستخطط شهور لتصميمه زفاف كزفاف الأميرات والأهم مع شريك حياة اختارته بعد أن تأكدت أنه سيكون الزوج المناسب لها.
اشتدت قبضتها على الفستان هى الآن مع زوج يظن بها أسوأ الظنون في وضع لم تختر أي شيء منه ولكنها مجبرة عليها إن كان ذلك ماسيغفر لها أمام والدها.
كان تاج يجلس في الخارج على الأريكة بعد أن أبدل ملابسه يضع يديه أسفل رأسه وهو ينظر لسقف الشقة يفكر في الوضع الحالي وكيف سيمضي وكيف يمكن أن يكون المستقبل خاصة بينه وبين سروة.
وصول رسالة على هاتفه استرعى اهتمامه فألتقطه ليجد رقم غريب قد أرسل له على تطبيق المحادثات بضعة رسائل.
فتح الرسائل حتى يصدم تاج مما يراه وتتسع عيناه لا تستوعب مايراه أمامه نهض بعصبية وهو يطبق أسنانه ڠضبا وغيظا ويخطو بخطوات مسرعة نحو غرفة سروة.
فتح الباب بشدة لدرجة أن سروة انتفضت بفزع وهى تنظر إليه خطى للداخل وأغلق الباب ورائه پعنف دون أن يتكلم ملامح وجهه تضج