رواية تراتيل الهوي البارت 11 الي البارت 20 بقلم ديانا ماريا
دقائق لو سمحت
تردد تاج في البداية ولكن تحت نظرات الطبيب هز رأسه وخرج من الغرفة كان في الخارج يفكر في سروة وكيف يمكن أن تتخطى وضعها الصعب يأمل بأن ينجح في
الطبيب في أن يخرجها من حالتها الغريبة تلك حتى تتمكن من التفاعل مع العالم مجددا وتبدأ في تخطي أزمتها الصعبة.
زفر بضيق من الانتظار وهو يرغب في أن يعلم ما يحدث في الداخل ولكن عليه الانتظار بسبب أمر الطبيب حين خرج الطبيب من الغرفة أسرع تاج إليه بلهفة ها يا دكتور وضعها إيه
قال تاج بقلق طب إيه الحل يا دكتور علشان نقدر نخرجها من الصدمة دي
رد الطبيب بنبرة عملية لازم أول وأهم حاجة دعم نفسي ومعنوي واضح لسبب ما أنها حاسة بعكس كدة تماما اه العلاج النفسي هيبقى له دور مهم ولكن بدون داعم ليها هيبقى مجهود طاير في الهوا الإنسان في الأوضاع اللي زي دي بيبقى محتاج جنبه الأشخاص اللي بيحبوه يكونوا جنبه ويعرف أنهم هيبقوا دايما معاه.
قال الجملة بنبرة مرح مفاجئة حتى يخفف من توتر الموقف فنظر له تاج بدهشة قبل أن يضحك وهو يشكره بامتنان فأجابه الطبيب بتواضع وأخبره أنه سيعود لفحصها مجددا في الغد وسيتم الأمر بشكل دوري حتى يتابع حالتها قبل أن يغادر وكان الطعام الذي طلبه تاج قد وصل في نفس اللحظة فأخذه تاج حتى يأكل مع سروة.
لم ترد سروة وهى تحدق أمامه فتنهد وكشف الغطاء عن الطعام أخذ تاج قطعة من الطعام وقربها من فم سروة التي لم تستجب ولم تفتح فمها لتناول الطعام.
قال تاج برقة علشان خاطري يا سروة كلي حاجة طب بلاش خاطري أنا علشان شكلك لسة زعلانة مني
فتحت سروة فمها المرتعش ببطء وهى تتناول ما في يد تاج والدموع تتجمع في عينيها أسرع في مناولتها لقمة تلو الأخرى وسروة تأكل الطعام الممتزج بدموعها المنهمرة على وجهها وتاج يطعمها بيد ويمسح دموعها باليد الأخرى حتى لم تعد تحتمل سروة أجهشت بالبكاء وهى تبعد يده التي يمدها لها بالطعام أبعد تاج الطعام وجلس بجانبها وهو يضمها لصدره حتى تهدأ.
ولج للغرفة ووجدها كما الحال دائما فقال برفق سروة عايزك تقومي تلبسي علشان نروح مشوار مهم.
لم تتحرك فقال بمرح وهو يخرج من الغرفة خمس دقائق لو لقيتك ملبستيش هلبسك بنفسي أنت حرة.
عاد بعد مرور ربع ساعة طرق الباب قبل أن يستأذن بالدخول ثم دخل ووجدها قد ارتدت ملابسها ابتسم وساعدها على الهبوط لأن صحتها مازالت ضعيفة ثم ركوب السيارة.
حين وصلت السيارة لمنطقة قريبة لبيتها وعلمت سروة أين ياخذها تاج نظرت له پخوف ورفض وهى تهز رأسها.
ابتسم تاج وأمسك بيدها يقول مطمئنا مټخافيش أنا عارف بعمل إيه كويس صدقيني كل حاجة هتبقى بخير.
كانت تنظر له بعدم يقين ساعدها على الصعود لفوق حين فتحت عمتها الباب نظرت لهم بفرح ممزوج بالدهشة.
عانقت سروة بسرعة يا حبيبتي! وحشتيني أوي أوي.
حين لم تبادلها العناق أو ترد عليها ابتعدت عمتها باستغراب مالك يا حبيبتي
أشار لها تاج بعينيه ففهمت سميحة بأن تاج سيشرح لها لاحقا وابتعدت.
قال تاج بتساؤل فين خالي ياماما
أجابت سميحة وعينيها على سروة الساكنة جوا بيريح شوية في أوضته.
أومأ تاج برأسه تمام.
ثم أمسك بسروة وساعدها على التقدم وتقدمت سروة معه رغم أنها تشعر بثقل في قدميها يمنعها من التقدم.
أسرعت سميحة أمامهم وفتحت الباب ثم قال لنصير الذي يجلس على السرير بفرح شوف مين جه يزورنا يا نصير.
اعتدل نصير في جلسته حين دلفت سروة مع تاج وقال بحدة وملامح وجهه للعصبية إيه اللي جاب دي هنا مين قالها تيجي أنا مش عايز أشوفها!
انتفض جسد سروة بين ذراعي تاج وانكمشت على ذاتها.
قال تاج بروية حتى لا ينفعل خالي استهدى بالله واسمع...
قاطعه نصير بانفعال وهو يشير لسروة باشمئزاز أسمع إيه! أنت جايب لي دي هنا ليه تاني أنا ماصدقت خلصت منها ومن فضيحتها! أنا خلاص من ساعة ما خرجت اعتبرتها ماټت.
صدم الجميع من كلام نصير بكت سروة ودموعها تنهمر بحړقة وهى ترتجف بين ذراعي تاج.
قال تاج پصدمة خالي!
هتفت به سميحة بلوعة نصير! أنت بتقول إيه دي بنتك.
أجاب نصير وهو يشيح ببصره عنها مبقتش بنتي من يوم عملتها ومن يوم ما كسرتني ووطت رأسي مبقتش بنتي.
ترك تاج سروة وتقدم ليقف أمام خاله قائلا پغضب شديد أنت إزاي يا خالي تقول كدة تعرف إيه علشان تقول كدة ها تعرف إيه تعرف سروة ضحت أد إيه علشان تخبي عنك وعننا كلنا الحقيقة تعرف إزاي اتحملت هموم تفوق الاحتمال علشان بس خاېفة عليك وعلى صحتك خبت عليك وعلينا كلنا حقيقة اللي حصل وفضلت هى تعاني لوحدها كل ده حتى من كلامنا ليها اللي زي السم!
كان نصير يحدق به بذهول من انفجار تاج به فتابع بحدة سروة اتحملت كل حاجة لوحدها الفترة اللي فاتت كلنا كنا فاكرين أنها غلطانة ووحشة حتى انا مرحمتهاش من نظراتي وكلامي لأني كنت مفكر زيكم بس الحقيقة المرة أنها مش كدة سروة مغلطتش سروة اغتصبت!
شهقت سميحة بصوت عالي وهى تضع يدها على فمها أما نصير فاتسعت عينيه بشدة وهو ينظر لتاج الذي بادله التحديق وقال بصوت محتد وعينيه تلمع بالڠضب أيوا واحد حيوان ميسواش اڠتصبها وهددها وهى خبت علشان خاېفة عليك يا خالي خاېفة عليك من صدمتك واتحملت المعاناة والټهديد وكل حاجة لوحدها علشان خاطرك ودلوقتي جاي تجرحها بأقسى كلام في الدنيا!
أشار تاج ورائه وهو يكمل ويلتفت تجرحها وهى أصلا مجرو..... انقطع حديثه حين لم يجد سروة مكانها.
تقدم للأمام وهو ينادي عليها پخوف