رواية تراتيل الهوي البارت 11 الي البارت 20 بقلم ديانا ماريا
براحة ثم أغلق الباب بهدوء وتقدم ليجلس بجانبها.
أمسك بيدها وهو يحدق إليها بعطف وشفقة على ما حل بها شعر بغصة تؤلم حلقه بشدة حين يتخيل حجم معاناتها.
بدأت سروة تستفيق فاعتدل تاج بسرعة حين نظرت له سروة ورأته يمسك بيدها نفضت يده بعيدا بشدة ثم نهضت وهى تعتدل.
قال تاج بتردد سروة أنا..
قاطعته سروة بوجوم مش عايزة أسمع حاجة اسكت خالص.
لم ترد عليه سروة وهى تحدق أمامها فجلس تاج أمامها وهو يمسكها من كتفيها ويقول باستياء سروة لو سمحت بلاش كدة خلينا نحلها مع بعض! أنا معاك ومش هسيبك.
نظرت له سروة باستغراب وهى تزيح يديه من عليها معايا
أومأ برأسه مؤكدا أيوا صدقيني أنا مش هسيبك.
وضعت يدها على خدها وهى تبتسم له تعرف مش أول قلم اخده بابا لما عرف أني حامل ضړبني لأول مرة في حياتي ضړبني جامد أوي لحد مبقتيش أحس بأي حاجة تانية.
نظر لها تاج بريبة لم يطمئن لحالتها فقال بتوتر أنا هقوم أجيب لك مية.
قالت سروة پحقد متعملش نفسك قلقان عليا أنت آخر واخد ممكن تهتم أصلا!
تكلم تاج بحدة يا سروة اسمعي أنت نفسك متكلمتيش ليه مقولتيش حاجة ليه وسبتينا كلنا نفكر فيك كدة!
صړخت سروة علشان كنت خاېفة! كنت خاېفة أوي منه!
رد تاج پغضب لو كنت قولتيلي كنت محيته من على وش الأرض قبل ما يفكر يعمل حاجة! أو حتى تبلغي عنه.
قال تاج بإحباط طب ما تفهميني! فهميني بدل ما أنت سايبانا كلنا كدة!
نظرت له سروة نظرة محملة بالهزيمة والألم هزته داخليا وهى تتحدث پألم أنت متخيل اللي أنا فيه أنا واحدة حياتي كلها اتقلبت واټدمرت في لحظة لحظة قررت فيها أرفض إنسان مش عايزاه ولأني عندي كبرياء عالي كنت شايفة إزاي واحد زي ده يفكر يتقدم لي أصلا علشان كدة رفضته وطردته من البيت ولما وقفني تاني قولتله كلام قاسې قرر ينتقم مني بأبشع طريقة أنت عارفة أنا مبلغتش ليه أيوا أنا كنت خاېفة منه بسبب الفيديو اللي معاه لكن مكنش ده السبب الوحيد اللي وقفني.
أنا طول عمري قوية الناس بتبصي لي باحترام وبتعملي حساب بحلم بمكان أعلى من مكاني وأبقى البنت اللي الكل بيشوفها من بعيد ويشاور عليها بانهبار بس لما الكل يعرف هيبقى شكلي إيه يا ترى هيبصوا لي بشفقة صعبانة عليهم ولا هيلوموا عليا وبدل ما أبقى سروة القوية اللي محدش بيقدر يقرب لها أبقى الضحېة المکسورة المهزومة قدامهم شوية منهم هيشاور عليا بحزن وهيعطف عليا وشوية هيشاور عليا وهو قرفان مني وأكيد بيلوموا عليا ده غير اللي هيبقى شمتان فيا!
أمسكت بياقة قميصه وهى تهزه پعنف فاكر لما قولتيلي أني مليش قيمة يا تاج! أنا كنت بشوف قيمتي عالية أوي! يوم ما قولتيلي كدة حسيت إني مجرد ژبالة بجد! بس أنا كمان كان عندي أحلام يا تاج! كان عندي أحلام زيك كنت بحلم أبقى أخد الدكتوراه وأنجح! أنا كنت بحلم أنا كمان يا تاج وعندي حياة زيك! أنا كان ليا قيمة يا تاج!
اڼهارت سروة عند قدميه وهى تبكي وتشهق باڼهيار وصوتها يعلو بمقدار ما يحمله قلبها من ألم.
كان تاج يقف جامدا ولم يلاحظ الدمعة التي انهمرت على خده صدمة وذهولا مما سمعه نظر لسروة عند قدميه بحزن وألم ثم هبط لها وركع على ركبتيه أمامها وضمھا له بشدة حاولت سروة أن تبتعد عنه وهى ترفض عناقه ولكن ظل متمسكا بها بشدة حتى استسلمت سروة وهبطت يديها حانبا ضمھا تاج له أكثر وهو يدفن رأسه في عنقها وقلبه ېتمزق من صوت بكائها.
حين هدأت سروة أبعدها تاج وهو يضع يمسك وجهها بين يديها حتى يجعلها تنظر في عينيها.
حدق إلي عينيها بشدة وهو يقول بتأكيد خلي ده في دماغك أنا معاك يا سروة وهجيب لك حقك حياتك مدمرتش اللي عمل كدة أنا هخليه يتمنى المۏت كل لحظة وأنه عمره ما اتولد أبدا! بس أنا هفضل دايما جنبك وهدعمك مش هتخلى عنك أبدا.
كانت تنظر له ببؤس كأنها لا تصدق حديثه فكرر مجددا بثقة أكبر مش هتخلى عنك.
ثم قبل جبينها وعانقها مجددا بشدة وهو يحكم ذراعيه حولها بتردد وبطء أسندت سروة رأسها على كتف تاج ودموعها تنهمر بهدوء.
كانت ضعيفة بشكل لا يصدق في تلك اللحظات ووحيدة أغمضت عينيها تشعر وكأنها منفصلة عن هذا العالم كله.
همست بلا وعي منها متسبنيش.
فتح تاج عينيه على همسها الذي تمكن من سماعه بصعوبة مسح على شعرها بحنان وضمھا أكثر له وهو يعدها برقة مټخافيش عمري ما هسيبك أبدا.
يتبع.
البارت 18
ساعد تاج سروة على النهوض ثم على الجلوس على السرير وقام بتغطيتها جيدا جلس أمامها وهو يمسك بيدها.
قال تاج بابتسامة إيه رأيك أجيب لك تأكلي أنت مأكلتيش حاجة من امبارح.
لم ترد عليه وهى تنظر أمامها بشرود فعلم تاج أن سروة عادت إلى التقوقع على ذاتها مرة أخرى فتنهد ثم تركها ونهض حتى يحضر لها بعض الطعام.
رن جرس الباب بعد أن طلب تاج طعام من الخارج لأنه لم يجد شيئا يمكن أن يعد وقد نبهه هذا لضرورة التسوق لأغراض المنزل فتح تاج ليجد الطبيب أمامه.
ابتسم له أهلا بحضرتك يا دكتور.
ابتسم الطبيب وقال بوقار أهلا بيك مراتك عاملة إيه دلوقتي
اختفت ابتسامة تاج وتنهد المفروض بقت أحسن وفاقت بس مش عارف يا دكتور.
أومأ الطبيب برأسه أنا جيت على أشوفها وأشوف وضعها دلوقتي عامل إزاي.
انتبه تاج أنه لم يدعو الطبيب للدخول وكان يتكلمان عند الباب فقال باعتذار صحيح اتفضل أنا آسف سيبت حضرتك تقف عند الباب.
دلف الطبيب وهو يضحك بخفة يا رجل مفيش داعي تعتذر يعني مسيبتش رئيس الوزراء على الباب.
ضحك تاج ثم أشار له باتجاه غرفة سروة فتقدم يتبعه الطبيب فتح الباب ووجد سروة مازالت بحالتها تنظر أمامها بشرود.
نظر تاج للطبيب الذي طمأنه وهو يضع يده على كتفه وتقدم حتى جلس على كرسي أمام سرير سروة.
قال الطبيب بهدوء ازيك يا مدام سروة عاملة إيه
التفتت له سروة ببطء وحدقت إليه بوجه خالي من المشاعر.
استدار الطبيب لتاج وقال بجدية ممكن تسيبنا خمس