رواية ملاك قلبي كاملة بقلم رغدة
ٱثر التواصل مع عدة أطباء ليناقش الحالة معهم حتى توصل لنهاية بحثه وقرر أنه سيقوم بإجراء هذه العمليه ولكن ليطمئن قلبه اتصل باستاذه وطلب منه القدوم لمصر على وجه السرعه ولأن الطبيب يعرف عدي حق المعرفه وبعد رؤيته للفحوصات وافق وحجز تذكرة بأول طائرة
في اليوم التالي فاقت سما وتم عمل فحوصات أكثر واشمل وصور اشعة ورنين مغناطيسي وهي كالروبوت الآلي تسايرهم فليس لديها اي قوة للاعتراض او حتى الاستفسار وبسبب مفعول المسكنات كانت تشعر بكسل وخمول وكأنها بدنيا ثانيه
كان هادي ووفاء في اوج تعبهما وتوترهما فما كانا يتمنيانه أصبح على بعد أيام قليله وما كانوا يظنون انه سيمر أصبح قاب قوسين او أدنى ولكن التوتر والخۏف كان يفوق احتمالهم وكأن قلوبهم ستقف من هول ما ينتظرهم
اما هي فما ان شرح لها عدي والطبيب آلبرت حالتها حتى اختلطت مشاعرها بين الحزن والألم على نفسها وعلى ذويها وبين الڠضب منهما لانهما اخفيا حقيقه مرضها ولكن ما ان رأت ملامحهما حتى اڼهارت حصونها فوالدها سندها وقوتها أصبح هزيلا متعبا وكأنه كبر سنوات بلحظة ووالدتها التي تحول وجهها للذبول والشحوب واختفى رونقه ولمعة عينيها
اما وردة فلم تشعر سوى بالحزن الشديد لحالة صديقتها وعائلتها وبقيت معها طوال الثلاث ايام ولم تتركها سوى لتبديل ثيابها وإحضار الطعام لهم رغم رفضهم
وكان عاصم وعدي سندا لهم بهذه المصېبه
في مكتب عدي سمع طرقا على الباب ليأذن بالدخول فوجد أمامه هادي
عدي وهو يغادر كرسيه ويقترب منه وعليكم السلام ورحمة الله اتفضل اقعد
جلس هادي وجلس على الكرسي المقابل له عدي
ابتلع ريقه هادي عدة مرات ليربت عدي على قدمه ويقول قول يا ابو سما فيك ايه
ومن ثم بنبرة دافئه همس له محتاج حاجة
هادي انا كنت بس قاصدك بخدمه لو تقدر يعني
هادي بعينين زائغة وكأنها تتهرب من عيني عدي اصل يعني الحسابات
عدي وهو يربت على كتفه متشبلش هم الحساب خالص
هادي بص يا ابني انا اه راجل على قد حالي لكن الحق حق وعمري ما اقبل الصدقه على نفسي
ابتسم له هادي وقام من مكانه واتجه للمكتب وفتح إحدى الجوارير وأخرج بعض الأوراق
تناول هادي الأوراق غير مدرك لما قاله عدي غير انه معفى من التكاليف ازاي يعني ده الدكتور الي كان كشف عليها قالي انها هتكلف فلوس كتيره
هادي بعدم فهم يعني بنتي هتكون تجربه بايدين الطلاب
عدي مصححا معتقده لالا الي هيعمل العمليه انا والدكتور آلبرت بس العمليه هتتسجل وفي طلبة طب هتحضر العمليه مش اكتر
هز هادي رأسه وما زال تحت تأثير الصدمه وعدم الاستيعاب هل ستتم الجراحه دون أي أموال أليست هذه العمليه التي كان يدخر لأجلها ولكنه لم يستطع توفيره اليس هذا السبب الأول في أنه ابقى الأمر بالسر عن ابنته
فقال هادي بعد مده طب والدكتور الأجنبي ده
أطلق عدي تنهيدة وقال ده هياخد فلوس طبعا
هادي تمام قولي هياخد كام
عدي بابتسامه طيب هشوف انا الحسابات وهبلغ حضرتك
غادر هادي المكتب ليجلس عدي مبتسما لهذه العائلة وبساطتهم ومحبتهم
دلف عاصم ووجده سارحا ليجلس بأريحية ويضع قدميه على الطاولة أمامه وهو يتأمل صديقه التائه بملكوت مختلف
ظهرت ابتسامة عدي اكثر وهو يحرك رأسه لينتبه لعاصم فوقف منتورا ويقول نزل رجليك يلا
جفل عاصم وانزل قدميه وقال ضاحكا مهو بدري يا عم السرحان
عدي اتلم ياض لضړبك
عاصم الله الله بقا الدكتور المحترم بيقول الكلام ده
عدي وانت مالك وبعدين انت جاي هنا ليه
عاصم وهو يخبط على جبينه بكف يده يا لهوي نسيت اصل حبيبتك بتسال عنك
اسرع عدي وخرج من المكتب ليضحك عاصم عليه فها هو صديقه المقرب المعتزل لجنس حواء بأكمله قد خضع تحت سطوة العشق
عند سما دلف عدي بابتسامة صافيه وهو يقول اخبارك ايه النهارده
سما يخجل وهي تعدل حجابها الحمد لله احسن بكتير
اخذ عدي يتفحص مؤشراتها الحيويه ويقول لا احنا بقينا كويسين اوي ثم نظر لوفاء وقال لسما ها مستعده لبكره
سما ايوة انا بس عاوزة اشكرك على الي عملته معايا ماما قالتلي انك الي جبتني هنا لما تعبت
عدي العفو يا ستي وبعدين مفيش بين الأهل شكر
سما اهل
عدي محاولا التهرب اه اه طبعا يلا حضري نفسك دلوقت لآخر فحوصات وبعدها هتصومي عشان الصبح بدري نعمل العمليه ولو عندك اي استفسار انا تحت أمركم
وفاء هو في خطړ من العمليه
سما ماما
عدي طبعا اي اجراء طبي بيكون فيه نسبة نجاح ونسبة فشل حتى بأبسط العمليات وبحالة سما اكيد في نسبه بس المهم هنا قوة المړيض واصراره عالنجاه وانا والدكتور البرت هنبذل أقسى مجهودنا
ثم نظر لسما وقال وهو يرفع حاحبه بشكل مضحك واكيد انتي واثقه فيا ولا ايه
سما اكيد
خرج عدي وهو كله اصرار على انقاذها وهو يعد نفسه أنه سيبذل كل مجهوده لانقاذها ليستطيع ان يحيا معها كل ما يتمناه
خرجت وفاء بعد قليل برفقة هادي الذي عاد من المنزل وجلب معه كل ما ادخره من اموال وتوجها لمكتب عدي
في المكتب
وفاء طمني يا ابني
عدي بعملية شديده وكأنه شخص مختلف مما كان عليه قبل قليل الحقيقه العمليه خطېرة ونسبة نجاحها مش كبيرة بس لو متعملتش هيكون نفس نسبة الخطړ والحاله الي حصلت من كام يوم هتتكرر كتير لان قلبها مش هيستحمل اي مجهود مهما كان بسيط يعني هتقضي باقي حياتها بالمستشفيات بغيبوبه او عالاجهزة الي هتساعد قلبها يعمل وظيفته
بكت وفاء بمرارة وامتلأت عيني هادي بالدموع ليقول عدي استهدوا بالله يا جماعه وادعولها وخلوا ثقتكم بربنا كبيره وانا لو مش شايف انها تستحق تعيش حياتها طبيعيه وتعوض السنين الي راحت منها ومش واثق بنفسي مكونتش هقولكم نعمل العمليه
هادي ربنا يكتب على ايدك الشفا يا ابني ويبارك بعمرك
وفاء بالله عليك يا ابني تنفذها احنا ملناش غيرها
عدي ربنا يكتب الي فيه الخير وارجوكم بلاش قدامها تكونوا بالشكل ده منهارين لأنها محتاجة دعم وقوة عشان تستحمل وتقاوم نسبة نجاح العمليه بتعتمد بشكل كبير على نفسية المړيض فبلاش عياط ونوحد الله ونتوكل على ربنا
انتهى اليوم وكل منهم قلبه يتغلغل الخۏف والقلق بيه أكثر
في الصباح الباكر دلفت الممرضه لتجهيز سما ولكن وفاء وورده اصرتا على تجهيزها فبدلوا ثيابها بمئزر خاص بالعمليات وجمعت والدتها شعرها والبستها غطاء الرأس الخاص واحتضنتها وبكت فهي مهما حاولت الثبات الا انها اڼهارت خوفا في هذه اللحظه من الا تراها هكذا أمامها مجددا
وبادلت سما والدتها الحضن والبكاء
وردة