رواية ملاك قلبي كاملة بقلم رغدة
تشارك والديها اي وجبة
منذ تلك المواجهة من سما ووفاء تشعر پألم يغزوا قلبها وكلما أدت فرضها دعت الله أن ينجي ابنتها مما ألم بها
وفي يوم جاء اتصال من ورده تدعوا به وفاء وسما وهادي لقضاء يوم برفقتهم حاولت وفاء التملص من الدعوة ولكن ورده أصرت عليهم وحددت الموعد واخبرتها أن عاصم سيأتي لاصطحابهم
ودعت أيضا عدي ليشاركهم هذا اليوم المميز فهو منذ عودته من الخارج لم يأتي لزيارتها متعللا بذلك أن عمله يأخذ كل وقته وبما أن وردة لا تقبل الرفض انصاع لها ووعدها بالحضور
وصل عاصم لمنزل هادي واستقبل هادي وزوجته وسما واخذهم واتجه لمنزله وهو يتبادل اطراف الحديث مع هادي متغاضيا عن ملامح سما الممتعضه وكأنها مرغمه على القدوم وصل عاصم واستقبلت ورده وفاء بالاحضان والابتسامه الواسعه المرتسمه على وجهها برغم سعادة وفاء الا انها كانت تشعر بغصة لچرح مشاعر سما واحساس النقص الذي كبر داخلها
بادلها عدي الاحضان وقبل يدها بحب وقال وحشتيني يا وردتي
وردة وانت اكتر يا حبيبي كده اهون عليك بقالك ييجي شهر نازل هنا ومشوفكش
وردة ربنا يقويك يا حبيبي ويوسع رزقك ويرزقك ببنت الحلال الي تسر قلبك وخاطرك
قبل عدي يدها ثانيه وقال اهي الدعوة دي بالدنيا كلها يا حبيبتي
قاطعهم عاصم وهو يخرج عليهم ويقول مش هنخلص من وصلة العشق الممنوع ده
لكزه عدي في كتفه وقال اتلم وملكاش دعوة بيني انا ووردتي
بعد قليل كانوا على طاولة السفرة يتناولون وجبة الغداء
لاحظ عدي شرود سما المستمر وذلك الشحوب المصاحب لملامحها وكأنها تخفي خلف عينيها الما كبيرا
وكان هادي رغم حفاظه على كياسته ومشاركتهم حوارهم الا أن نظراته كانت ټخونه نحو ابنته يرمقها بحزن وشفقه
بعد أن انتهوا من الطعام وجلسوا سويا حاول عدي ان يتحدث مع سما ولكنه وجد من نحوها صد غريب تجيب ببرود وكأن لا روح فيها وبرغم ذلك شده هدوئها وملامحها الجميله الهادئة واعجب بشخصية هادي وافتخاره بعمله البسيط حيث أنه لا يشعر بالخجل منه أما بالنسبة ل وفاء فهي قد أخذت الحيز الأكبر من إعجابه فهي شخصيه واضحة بسيطه مرحة جذبه حبها ل وردة وشبهها الشديد لشخصيتها وكأنهما توأمين متطابقين ليس شكلا ولكن مضمونا
تكررت الزيارات بين العائلينين وعرف هادي أن عدي وعاصم أطباء ولكنه لم يسأل يوما عن تخصصهما
زاد اعجاب عدي بسما والتزامها وزاد فضوله للتقرب منها وغزو قوقعتها وكأنها لغز أمامه يعجز عن حله ولكنه مصر أن يكشفه ويحل كل متاهاته
وفاء والله يابني مااعرف وبصراحه اتكسفت اسال وفاء عنها رغم أن أول زيارة لينا عندهم كانت مش كده
عدي طب هي مخطوبه
وردة لا خالص
عاصم ايه يلا هي السنارة غمزت ولا ايه
عدي اتلم يلا ومتتكلمش بالطريقه دي
عاصم يبقى غمزت وهنفرح بالناسك عدي
وفاء بس يا ابن العبيطه ثم نظرت لعدي وقالت بص يا حبيبي انت غلاوتك عندي زي علاوة عاصم بالظبط وهيبقى يوم المنى لما افرح فيكم لو انت ناوي بجد انا هفاتح وفاء ونتقدم رسمي
نقر عدي الأرض بقدمه عدة مرات وقال بشرود مش عارف يا طنط انا البنت شداني اوي بس معرفش هو ده حب واهتمام ولا مجرد فضول لاني مقابلتش حد زيها وبرضه انا معرفش عنها حاجة يعني دارسه ايه عندها كام سنه ايه اهتماماتها وهي مش بتتكلم خالص ولو حاولت اكلمها بترد على قد السؤال ومش بتديني فرصه اني احاورها
وفاء طيب ايه رايك انا هكلمها واعرف كل حاجة وبعد كده نرتب قعده ليكم تتكلم معاها براحتك ممكن هي بتتكسف تتكلم قدام حد خصوصا انها متربيه في بيئة شرقيه مش زي البنات الي كنت تشوفهم في امريكا
هز رأسه وأخذ يفكر بكلام ورده باقتناع
بعد يومين أعرب عدي عن موافقته لفكرة وردة وطلب منها محادثة وفاء وبنفس اللحظه تناولت وردة الهاتف واتصلت على وفاء
رن الهاتف لتجب وردة مساء الخير يا ورده عامله ايه يا حبيبتي
ورده الحمد لله انتي عامله ايه
وفاء الحمد لله
خرجت سما من غرفتها تشعر بإعياء شديد وهي تضع يدها على صدرها وما أن وصلت بالقرب من والدتها حتى سقطت أرضا
صړخت وفاء بهلع واسقطت الهاتف من يدها وأخذت تصرخ باسم ابنتها
كانت ورده وعدي الجالس بجانبها يستمعان لصړاخ وفاء
ركض عدي واستقل سيارته واتصل على عاصم يسأله عن عنوان منزل هادي وطلب منه مقابلته هناك
جسد سما مسجيا أرضا ووالدتها تحاول افاقتها ولكن دون جدوى
وصل هادي لمنزله وما أن فتح الباب حتى ركض نحو ابنته وزوجته الي تبكي بحرقه وهي ټضرب يكفيها وجنتي ابنتها
انحنى هادي وحمل ابنته ومشى بها بخطوات حاول جاهدا أن تكون سريعه وما أن وصل الى الاسفل حتى وجد عدي يخرج من سيارته ويفتح له الباب الخلفي ويساعده بوضع سما
وصلت خلفهم وفاء وهي تمسك بيدها الاسدال الخاص بابنتها وجلست بجانبها تسندها وهادي بجانب عدي لينطلق بسرعة
التقى بهم عاصم الذي قابلهم على بعد بضعة أمتار ليستدير بسيارته ويتبعهن ويتصل بوالدته التي لم تكف عن الاتصال به منذ أن غادر عدي واخبرها أنه متجه للمشفى فأخبرته أن يأتي لاصطحابها
كانت وفاء تبكي وهي تحتضن ابنتها وهادي يسبح ويدعو الله أن ينجي ابنته
يتبع
ملاك قلبي
رغدة
البارت الثاني
د
اتصل عدي بالمشفى وطلب أن ينتظره طاقم الطوارئ وما أن وصل حتى وجد طبيب و ممرضات ينتظرونه
هبط سريعا وفتح باب السيارة وانزل سما واضعا إياها على السرير النقال ودلفوا بها لغرفة الطوارئ
وتم الكشف السريع عليها واعطائها حقنة تساعدها على الافاقة
وبعد قليل خرج عدي وسأل هادي أن كانت سما تعاني من اي امړاض
نزلت دموع هادي الحبيسه وقال سما عندها ورم بعضلة القلب وتشوه خلقي من لما اتولدت والمفروض تعمل عمليه جراحيه من بيجي سنه
اسرع عدي وطلب نقلها لقسم القلب وأمر بعدة فحوصات سريعه
وصلت ورده وعاصم لينضموا لهم ويواسوهم وكانت وردة نعم الاخت والصديقه حيث احتضنت وفاء وبقيت بجانبها طوال الليل
بزغت شمس الصباح ووصلت كافة نتائج الفحوصات والتحاليل لعدي ليكتشف أن حالتها تعتبر من الحالات النادرة جدا ليس فقط في مصر ولكن على المستوى العالمي
وبرغم كونه طبيب فذ إلا أنه