الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية حق قلبي كامله بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 4 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

التي تضم من لم تسامحهم في حق قلبها..
تنهدت بتعب وهي ترتمي فوق الفراش.. تتذكر أنها ابتعدت كما طلب لكنها ابتعدت كثيرا وليس شارعان كما اقترح عليها.. ومن حينها لم يهاتفها ولو مره.. لم يسأل عن حالها حتي.. وكأن زوجته لهته عن أخته!.
_______________ناهد خالد ___________
مر يومان لم يحدث بهما جديد.. تحدثوا كثيرا بهما ليتابع الترتيبات ويخبرها بإضافات جديده يريدها.. وتولت هي الإشراف والتنظيم علي كل ما اتفقا عليه كي لا تسمح بمجال للخطأ.. واليوم موعد الحفله المقرر إقامتها كنوع من الترفيه وحسن الاستقبال لهم..
مساء.. وقفت أمام مرآة مكتبها تعدل من وضع فستانها التي ارتدته اليوم ولأول مره في إطار العمل.. لابد أن تحضر الحفل لتطمئن علي سيره علي النحو المطلوب.. كان فستان بسيط من اللون الأسود.. طويل يصل للكاحل مجسم يفصل جسدها بحرافيه.. من طبقتان انتهيا بطبقة شيفون لامعه.. بدون أكمام فقط أكتاف عريضه 
خرجت وهي تفرد ظهرها بآناقه متجهه لمكان الاحتفال الذي اقاموه بحديقة الفندق الخلفيه والتي تطل علي النيل مباشرة..
وأثناء سيرها توقفت حين وجدت سيارته تدلف من بوابة الفندق..
وقف بسيارته علي بعد منها وترجل ببدلته الرماديه الأنيقه .. توقف قليلا وهو ينظر لها بإعجاب احتل عيناه وهو يطالعها بمظهرها الرائع الذي لم يراه بها في المرتان السابقتان... مزيج مميز.. هكذا حدث نفسه.. هي مزيج مميز بين القوه والجمال.. بين البراءه والشراسه.. بين كل شئ وعكسه! وهو لأول مره يقابل فتاه تمتلك صفات مميزه عن الباقيه.. تجذبه.. هكذا اعترف لنفسه الآن.. كفريسه تلتمع أمام صيادها وتسير أمامه بكل خيلاء مظهره مقاومتها فتزيد من رغبته في الصيد.. ليس من الطبيعي أن تمر هكذا من تحت يده هو من سمع صيته بعلاقاته ب الفتيات.. نوع جديد يجذبه للاقتراب أكثر وهو... سيرحب.. ومن الآن سيحاول أن يحسن صورته أمامها...
اقترب بخطوات مدروسه حتي وقف آمامها فاتسعت ابتسامته تدريجيا يقول 
_خايف اعبر عن إعجابي يحصل زي الي حصل المره اللي فاتت..
ابتسمت بهدوء وقالت
_ بيقولوا الصمت في حرم الجمال جمال..
خرجت ضحكه خافته منه وهو يقول
_بتقوليلي إن لو عبرت هسمع الي مش هيعجبني بس بزوق.. برافو بتتلاعبي بالكلمات كويس اوي..
أشارت له ليسير معها تجاه الحفل وهي تقول
_ ٥ سنين شغل مش شويه.. خصوصا شغل الفنادق بقابل ناس كتير باختلاف أخلاقهم وطباعهم فلازم أجيد التعامل بزوق حتي لو مغزي كلامي مفيهوش اي ذوق..
قالت الأخيره وهي تضحك بهدوء تبعتها ضحكه مماثله خرجت منه وهو يطالع الحفل أمامه وقال
_الحفله تجنن.. كل حاجه زي ماطلبتها وكمان في إضافات ميزتها أكتر.. أفكارك
_لأ ده منظم الحفلات..
أشار علي طربيذه قريبه فارغه يقول 
_تسمحيلي نقعد مع بعض ولا عندك خطط تانيه
نفت بهدوء 
_لأ أنا جايه عشان اتابع الحفله عشان لو أي خطأ حصل اتصرف.
اتجها للجلوس وصمتا قليلا حتي قال أمير 
_بتشتغلي من زمان
تنهدت تجيبه
_من بعد ماتخرجت.. بقالي 5 سنين.
رفع حاجبيه بتعجب يقول 
_متخرجه من 5 سنين! أنا فكرتك شغاله وأنت في الجامعه..
_لأ...
_كنت كلية سياحه وفنادق
_ايوه.
تسائل بفضول 
_أنت عندك كام سنه
ردت سريعا 
_ ٢٧ سنه.
ضحك بعدم تصديق يهتف 
_أنت مش ممكنه! بجد بتقولي سنك كده عادي! أنا عمري ما سألت ست عن سنها إلا وتوه وفي الآخر متقولش وكتير منهم بيضايق!
_ أنا مش بشوف سني حاجه تعيبني.. ال ٢٧ سنه دول فخر ليا والمفروض اتباهي بيهم.. ٢٧ سنه خبره كل يوم عدي فيهم كان درس ليا واتعلمت فيه حاجه جديده.. حتي لما هوصل للخمسينات هفخر بعمري.. حتي تجاعيد وشي هحبها.. كل شخص بيمر بمراحل مختلفه من الطفوله للشيخوخه وأنا معتزه بكل مرحله بعدي بيها وهعيشها بحلوها ومرها..
كان ينظر لها بإعجاب وهي تتحدث.. يبدو وكأنه كلما بقي معها كلما اكتشف فيها أشياء مميزه جديده..
ابتسم بإعجاب حقيقي يقول 
_كلامك صح جدا... علي فكره أنا كمان ٢٧ سنه.. وكليه سياحه وفنادق.. يعني وارد نكون كنا دفعه واحده..
قطبت حاجبيها بذهول تقول 
_بجد أنت كنت جامعة ايه
_القاهره.
ذمت شفتيها بأسف 
_للأسف أنا كنت اسكندريه التنسيق جابلي اسكندريه وأنا قررت أدخلها كان ليا خاله هناك وقعدت عندها فترة الدراسه.
_لي معملتيش تقليل اغتراب..
_محبتش كان عندي شغف اجرب الحياه في محافظه تانيه وحسيت اني مرتاحه لاسكندريه اكتر من القاهره فدخلت هناك..
ابتسم يقول 
_يخساره ياريتك ډخلتي القاهره كنا هنتقابل..
أومأت بتنهيده حزينه لم يتبينها هو وهي تهمس 
_يخساره فعلا يارتني مادخلتها..
نظرت له وهي تبتسم باقتضاب وقالت 
_خلينا نتابع الحفله أحسن..
________ناهد خالد _________
وطوال الأسبوع الذي قضاه الفوج السياحي في الفندق لم ينقطع في الاتصال عنها.. وتبينت أنه يتحجج كثيرا.. حجج ربما تمر علي غيرها لكن هي لم تمر عليها أبدا.. وأما عنه فبدأ يرمي شباكه للإيقاع بها.. فبدي لطيفا مهتما متفهما و... مادحا! واليوم.. هو آخر يوم للفوج بالفندق بعد انتهاء الفتره المحدده... ذهب ليودعهما ويتمني أن يكون قد أعجبهم البرنامج السياحي الذي وضعته الشركه وأن تكون أعجبتهم

انت في الصفحة 4 من 25 صفحات