الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية حق قلبي كامله بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 6 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

أريحيه يبتسم لها ويوافق فورا علي عرضها.. وربما هذه أول مره يفعلها فهو لا يحب أبدا أن يختار له أحد ما يأكله أو ما يلبسه يفضل دوما أن يكون هو صاحب القرار فيما يخصه مهما كان شيئا صغيرا.. ولكن معها اختلف الأمر.. كالعاده.
طلبت لهما طعام مماثل لها وقالت وهي تجده ينظر لها بملامح مذهوله 
_بحب بيتزا تشيكن رانش.. لو مش بتحبها ممكن تغير الطلب...
قاطعها وهو يقول بذهول
_دي البيتزا المفضله عندي أصلا! أنا استغربت بس أنك طلبتيها هي بالذات رغم أننا مكلناش بيتزا مع بعض قبل كده..
ابتسمت تقول 
_أنا طلبتها لأنها المفضله عندي فعلا... معرفش أنك بتحبها برضو..
ضحك بخفه يقول 
_واضح إن في حاجات كتير مشتركه بينا واحنا منعرفش..
ضحكت وهي تؤكد علي حديثه حين قالت
_واضح كده..
أنتابه الحماس وهو يقول 
_تيجي نلعب
هتفت فورا بحماس مماثل 
_يلا..
_ماشي هسألك اسئله عن الحاجات الي بتحبيها وتجاوبي عليا..
_طيب ايه رأيك لو نعكس.. يعني أنا أخمن ايه اللون الي أنت بتحبه من خلال ملحظاتي للبسك مثلا وهكذا ولو قلت صح يبقي كسبت point والعكس ايه رأيك
رد سريعا بحماس زائد 
_موافق جدا..
قالت بشغف 
_يلا.. نبدأ باللون.. اتوقع بتحب اللون الأزرق..
رفع حاجبه بذهول وقال
_أنت عرفتي ازاي أنا بحب الأزرق بس مبلبسوش كتير..
ذمت شفتيها تقول
_توقع.. بعدين بلاش اسئله كتير وبلاش ذهول كمان يلا..
أومئ يقول 
_ماشي.. اتوقع إنك بتحبي الأسود..
_صح.. بلبسه كتير يعني !
ضحك يقول
_مش قولنا من غير تعليق..
_تمام.. بتحب السفر..
_مبتحبيهوش..
_عرفت منين
_ها قولنا ايه!
ضحكت تقول 
_ماشي ماشي... بتحب تحس دايما أنك مرغوب فيك..
قالت الأخيره وهي تضيق عيناها وكأنها تشير له بكونه يحب أن تتهافت الفتيات عليه ضحك بهدوء ولم يعلق..
_ مبتحبيش المعاكسه ولا حتي المدح العادي... حتي الثناء علي جمالك بيضايقك...!
_ اجتماعي وبتحب تكون علاقات كتير..
_انطوائيه.. وبتقلقي من علاقاتك بناس جديده خصوصا فبالتالي ملكيش علاقات كتير..
_ بتتكلم كتير مع الي بترتاحله..
_ بتفضلي تسمعي أكتر.. وبتسمعي للي بتحبيه او بترتاحيله بس لكن غير كده بتختصري الكلام..
ظلوا هكذا حتي جاء الطعام وتناولوه في جو من المرح وبالفعل استمتعوا كثيرا بوقتهم حتي سألها بعد أن انتهوا من الطعام 
_ عندي فضول أعرف متجوزتيش ليه لدلوقتي
تغيرت ملامحها وهي تستمع لسؤاله ولكن استطاعت أن تهدأ سريعا.. تهدأ ظاهريا.. أما داخليا لم تهدأ أبدا.. بداخلها تراكمت المشاعر السيئه مع الذكريات الأكثر سوءا.. لو لم تتحكم بنفسها الآن لإنفجرت به أو بالبكاء!.. ضغطت علي يدها تحاول الهدوء وقالت 
_ مقابلتش شخص مناسب..
_يعني عمرك ما حبيتي قبل كده
_حبيت...
قالتها بنبره مشحونه وأعين يتوالي عليها مشاعر كثيره.. حزن.. بغض.. قهره.. و ثوره.. 
_حبيت.. مكنش حب عادي أبدا.. كان زي الڠرق.. كان هو بحر وأنا ڠرقت فيه.. ڠرقت وملقتش حد يمدلي ايده وينقذني.. بس.. هو طلع شخص ممكن تقابله طلع بيتسلي.. ملوش في الجواز والحب والحوارات دي.. رغم أنه كان دايما يوهمني بحبه.. بس وقت الجد.. هرب.. عارف مفيش يوم عدي مدعتش عليه.. زي ما أذاني وۏجع قلبي.. بدعي مايعيش يوم واحد في راحه ويجرب ڼار قلبي..
ابتلع ريقه پصدمه وهو ينظر لملامحها التي يراها بها للمره الأولي ونظرة عيناها التي تكاد تحرقه وكأنها تتخيله هو مكانه! وما جعل قلبه ينتفض حديثها.. حديثها الذي يوصفه بشكل أو بآخر فهو أيضا قد فعل هذا كثيرا مع من عرفهن ولم يهتم في مره لإحداهن هل يمكن أن يدعون عليه مثلما تفعل هي الآن!.. ولأول مره يشعر بفداحة ما ارتكبه لأول مره يفكر فيما فعله كثيرا دون أن يهتم.. سرح عقله بعيدا عنها.. يفكر في حاله طوال السنوات السابقه.. يشعر بشعور سئ ينتابه كلما يفكر أن إحداهن تجلس جلسه كهذه وتقول حديث مماثل عليه هو.. تتمني أن لا يجد الراحه أبدا وأن يتأذي قلبه مثلما فعل معها..
لم ينتبه لأماني التي كانت تنظر له وهو يدير وجهه لزجاج النافذه شاردا بأفكاره.. كانت نظراتها جامده حارقه مشتعله.... كارهه!.. أتراه هو أم تري غيره 
_____________ناهد خالد ________
كان غداء مرح رائع في أوله وانتهي.. بصمت مطبق منهما وشرود وتفكير وتأنيب بدأ يغزو أحدهما..
وللعجب أنه قد مر خمس ساعات وأتي الليل وأصبحت الثامنه مساء ولم يهاتفها لتناول العشاء!.. تري أمازال نائم
أما عنده.. لم يهنأ براحه منذ تركها.. عقله لم يتوقف عن التفكير.. أماني بحديثها ودون قصد أحيت به مشاعر وأفكار لم تنتابه يوما.. قلبه يرتجف كلما يتذكر حديثها ويتخيل أن هذا الدعاء قد يكون كان من نصيبه في يوم من الأيام!... ليته يعرف مكان كل فتاه منهن اعترفت له بحبها يوما وهو بكل لامباله قطع علاقته بها وتركها وراء ظهره في مهب الريح... ولكن إن كان لا يتذكرهن من الأساس سيتذكر أماكنهن!..
انتفض علي صوت دقات الباب.. وقف بتعب فهو يجلس بمحله منذ صعد من أسفل.. فتح الباب ليري أماني واقفه أمامه مرتديه فستان من البنفسج الغامق ينسدل بنعومه علي جسدها يصل

انت في الصفحة 6 من 25 صفحات