رواية حبه عڼيف من البارت 6الي البارت 10 كامله بقلم ضي القمر
أبدا..فاهم
و لم يكن غرضها الصياح به أو توبيخه بل كان غرضها الهرب.
كان صياحها حجة لدفعه بعيدا عن باب الغرفة و إن تزحزح قليلا فجسدها حجمه صغير تكفيه مساحة صغيرة لتخرج من الغرفة عبرها.
ما إن أنهت حديثها حتى ركضت إلى خارج الغرفة نازلة الدرج بسرعة و لم تعير صياح ضرغام الغاضب باسمها انتباها.
خرجت من الفيلا متجهة نحو البوابة بركض سريع و لكن ما كادت تصل حتى قبض ضرغام على ذراعها ليمنعها من الهروب كما كانت تظن قبل أن ترى كم الحراس الذين يقفون أمام البوابة من الخارج.
حسان...إهتم بالحراسة زيادة شوية.
و كالعادة لم يجب حسان بل بدأ في التنفيذ على الفور.
قالت ياسمين و قد بدأت في البكاء و هي تضربه بقبضتها المتكورة في ذراعه و يده التي ترفض إفلاتها
إوعى بقى...سيبني...أنا عايزة أروح لماما.
استمر بجذبها للداخل تحت مقاومتها و بكائها فقالت صفية
جذبت ياسمين إليها و قالت لضرغام محاولة أن تستعطفه
سيبها معايا شوية.
صاحت ياسمين و هي مازالت مستمرة في بكائها العڼيف
إبعدوا عني كلكوا...أنا عايزة أروح.
حاولت صفية تهدأتها قائلة وهي تربت على كتفها
تعالي معايا بس شوية...عايزة أقولك حاجة.
هدأت ياسمين قليلا و كادت أن تذهب مع صفية عندما قال ضرغام
التفتت إليه ياسمين و صاحت به
ملكش دعوة...و مش هاكل..لما أروح هاكل براحتي.
كاد أن يجيبها و لكن أوقفته صفية بإشارة من يدها فصمت بامتعاض.
جذبت صفية ياسمين إليها برفق و أخذتها متجهتان نحو المطبخ.
صرفت الخادمات و جلستا إلى الطاولة.
قالت صفية بحنان فاض من نبرة صوتها
أنا مربية ضرغام.
معرفتيش تربيه يا دادة.
ضحكت صفية بخفوت ثم قالت بنظرات متفحصة
الحمد لله إني عشت لليوم إللي أشوف فيه البنت إللي جننت ضرغام بالشكل دا.
نظرت إليها ياسمين بعينيها الدامعة دون أن تجيب فقالت صفية بجدية
ضرغام حكالي عنك قبل كدا...بيحبك أكتر مما تتخيلي.
هو شخص وحش...أنا و بابا رفضناه لما إتقدملي علشان كدا...و دلوقتي هو خاطفني و عايز يتجوزني ڠصب عني...أنا مش عارفة أعمل إية.
ربتت صفية على ظهرها برفق قائلة
إهدي بس..كل مشكلة و ليها حل.
رفعت ياسمين رأسها المنكس فجأة قائلة تتمسك بأملها الأخير
أجابتها صفية بأسى
معرفش و الله يا بنتي.
تحولت نبرتها فجأة للجدية قائلة
ياسمين...متحوليش تعاندي مع ضرغام...إياكي تحاولي تكلمي حد من أي تيليفون أو تحاولي تهربي..دا هيعقد الموضوع أكتر.
أجابتها ياسمين بعدائية
و الله...طب إية رأيك يا دادة أطلع دلوقتي أقوله إني بحبه و بمۏت فيه و موافقة أتجوزه.
و الله تبقي عملتي الصح.
كان هذا صوت ضرغام الذي دخل إلى المطبخ للتو.
التفتت له ياسمين صائحة به پغضب
إنت إية إللي جابك هنا
رفع أحد حاجباه قائلا باستفزاز
بيتي..أتجول فيه براحتي.
قالت برجاء
طيب خليني أروح بيتي علشان أتجول أنا كمان.
دا هيبقى بيتك و هنتجول سوا.
التفتت إلى صفية مجددا بقلة حيلة فقال ضرغام
أكلت يا دادة ولا لسة
أجابته و هي تطالع إحتقان وجه ياسمين
سيبنا بس لوحدينا و أنا هتصرف.
أعلن هاتف ضرغام عن استقباله لمكالمة من سليم فخرج من المطبخ ثم أجاب قائلا
أيوة يا سليم.
سمع صوت سليم الحانق
إنت فين يا بني...إنت ما صدقت الإجتماع خلص و خلعت.
أجابه ضرغام باقتضاب
أنا في البيت.
قال سليم بقلق
طب بقولك إية...من شوية كدا شوفت عم محمد طالع من الشركة بيجري و شكله كان قلقان و مستعجل كدا...متعرفش في إية
حرص أن يبدو صوته غاضبا و هو يقول
ياسمين إتخطفت.
فزع سليم قائلا
إية...مين دا إللي خطڤها
قال متصنعا نبرة متوعدة
معرفش...بس هعرف..و مش هسيبه.
أنهى ضرغام المكالمة متنهدا بعمق و هو يتمنى أن تكون حيلته قد انطلت على سليم.
يعلم أنه سيعارض بشدة أمر اختطافه لياسمين و من الممكن أن يتصرف بتهور أيضا.
سيوهم الجميع أنه غاضب و أنه يبحث عن خاطف ياسمين حتى لا يشك به أحد.
و لكن قد ينهار مخططه إن لم تنطلي تلك الحيلة على سليم.
مش عايزك تقلق يا أستاذ محمد...إحنا هنعمل كل إللي نقدر عليه و إن شاء الله بنتك هترجع بخير.
قالها الضابط المسؤل عن قضية اختطاف ياسمين بعملية فأومأ له محمد و خرج من قسم الشرطة بشرود.
هو يشك بضرغام و لكنه لا يملك أي دليل ضده...لا يستطيع اتهامه بذلك بينه و بين نفسه حتى مادام لا يملك أي دليل يدينه.
و لكن من الوارد جدا أن يكون ضرغام هو الفاعل...لقد قام بتهديده ټهديدا شبه صريح.
يتذكر جيدا قوله عندما رفض زواجه من ابنته إفتكر إن إنت إللي رفضت .
تلك الجملة التي أثارت ذعره...و لكن ماذا إن لم يكن هو الفاعل...يجب عليه أن يتأكد من ذلك..يجب أن يجد طريقة ما.
يا بنتي كلي بقى.
قالتها صفية بإرهاق من رفض ياسمين للطعام باستمرار فقد حل المساء و هي لم تأكل أي شئ اليوم.
كانت ياسمين جالسة على الفراش الذي بتلك الغرفة التي جهزها ضرغام بكل ما تحتاجه مسبقا بينما تجلس صفية إلى جوارها تحاول إطعامها.
نهضت عن الفراش مبتعدة عن الطعام بضجر و لكنها جلست مجددا بسبب ذلك الدوار الذي داهمها ما إن تحركت.
جسدها يطالب بالطعام و لكنها لن تأكل إلا في بيتها..هكذا عاهدت نفسها.
طرق ضرغام الباب ثم دخل بعد عدة ثواني...نظر إلى الطعام بضيق ثم نظر إلى ياسمين التي تعقد ذراعيها أمام صدرها بعند أدرك مؤخرا أنه من شيمها.
دلفت إحدى الخادمات قائلة بتوتر كما أمرها ضرغام أن تفعل
مدام صفية...الأكل باين عليه إتحرق.
نهضت صفية سريعا لتهبط إلى الأسفل بينما هي توبخ الخادمة.
كادت ياسمين أن تتبعها و لكن منعها من ذلك ضرغام الذي أغلق الباب بالمفتاح واضعا إياه بجيبه.
نظرت إليه پخوف قائلة
إنت قفلت الباب لية
لم يود إخافتها أكثر فقال
مش هتطلعي من هنا غير لما تاكلي.
عقدت ذراعيها أمام صدرها و تقوس فمها إلى الأسفل قائلة بعند
مش هاكل.
ابتسم لها ببرود ثم على حين غرة جذبها لتجلس على الفراش تحت مقاومتها الضعيفة.
أمسك بأنفها يكبت أنفاسها حتى طالبت رأتيها بالأوكسجين ففتحت فمها لتتنفس منه محاولة إبعاد يده عن أنفها.
و ما إن فتحت فمها حتى وضع لها الطعام به فمضغته ثم ابتلعته مضطرة.
قال بتسلية مستمتعا بما يحدث و على وجهه ابتسامة
تحبي نكمل كدا ولا تاكلي بالزوق
حاولت إبعاده عنها قائلة پغضب
إبعد عني..قولتلك مش عايزة آكل.
كرر ما فعله مجددا فقالت و قد بدأت في البكاء
خلاص هاكل لوحدي.
قرب الطعام من فمها قائلا
إفتحي بوقك.
هاكل لوحدي.
قال بإصرار
يلا يا ياسمين...ولا نرجع للطريقة التانية
فتحت فمها مضطرة و ظل يطعهما حتى صارت تتنفس بصعوبة.
ترجته للمرة التي لا تعلم كم قائلة پبكاء
أرجوك كفاية.
ضعف أمام توسلات عينيها الدامعة فأبعد الطعام عنها قائلا
خلاص كفاية...إشربي العصير.
مش قادرة.
نظر إليها بتحذير فأمسكت بالكوب تشرب منه و هي مازالت تبكي.
أخذ منها ضرغام الكوب الذي