رواية حبه عڼيف من البارت 21 الي البارت 23 كامله بقلم ضي القمر
بدت مټألمة رغما عنها...أخذت تقارن حالها بحال ياسمين دون شعور منها.
لقد أنجبت ياسمين طفلين و تأمل لإنجاب الثالث دون اعتراض من ضرغام بينما هي زوجها يمنعها من إنجاب طفل واحد حتى...و الأسوأ أنه لا يريد اعلامها بالسبب على الأقل.
لم تخفى على ياسمين نظرات لين الشاردة كما لم يخفى عليها ما تفكر به.
كبحت لين جماح تلك الدموع التي كادت تتكون بعينيها بسهولة كالعادة قائلة بصوت مرتجف
و رغم أنها تعلم أن لين تريد استمالته برؤية الطفل إلا أنها وافقت...لعل المحاولة تريحها...أو لعلها تأتي بثمارها فحسان صعب توقع أفعاله.
حدثت لين الطفل بعد أن أنهى وجبته كأنه يفهمها
تعالى ألفك سندوتش يا صغنن.
أحاطت الصغير بالغطاء المخصص له جيدا قبل أن تحمله بحذر مجددا خارجة إلى الحديقة.
تحرك تجاهها ناظرا إليها بتساؤل فقالت بصوت رقيق
بص...شوف حلو إزاي.
نظر إلى الطفل الساكن بأحضانها دون أن يبدو عليه التأثر على عكس تلك الجلبة التي أحدثتها بداخله بفعلتها تلك.
نظر إليها ثانية فوجد عيناها تكاد تفيض دمعا بسبب عدم إحرازها شئ مما تفعله...لماذا هو كالحجارة إلى هذا الحد!
سألته باستعطاف كمحاولة أخيرة فأجابها قائلا
لا دا صغير أوي..ممكن يقع مني.
نفت بحركة من رأسها قائلة
متخافش مش هيقع.
مدت الطفل إليه ليحمله بحذر و قلبه تسارعت دقاته.
لماذا يشعر بكل ذلك الحنان تجاه هذا الصغير
رغم أن قلبه قطعة من صفوان حتى أنه لم يحب لين إلى الآن إلا أنه أحب ذلك الطفل.
نظر إلى لين التي تحاول كبح دموعها و هي تنظر إليه برجاء قائلا
كانت مخاوفه دائما تتلخص بطفله المشرد...كان يخشى ألا تتحمل لين طباعه القاسېة نوعا ما رغم حبها له و تطلب الطلاق.
ماذا إن كان لديهما ابن أو ابنة
إما سيعيش الطفل دون أب أو دون أم أو لربما سيصبح مشردا بين النزاعات.
كانت تنظر إليه بذهول عندما أجاب تساؤلاتها غير المنطوقة قائلا
ثم أكمل محذرا
بس لو شاكة إن ممكن صبرك ينفد بلاش أحسن نجيب طفل نظلمه مابينا.
إنت عارف إني بحبك.
أجابها برد قاطع
الحب ميغنيش عن المودة و الإحترام يا لين...العلاقات بتنجح بالمودة و الإحترام مش بالحب...عشان كدا جواز الصالونات ناجح أكتر من الجواز عن حب...و لو إحنا علاقتنا نجحت هيكون بسبب المودة و الإحترام.
اقتربت منه قائلة بحب خالص
حتى لو كانت طباعك صعبة أنا مستعدة أتحملها عشانك و عشان إبننا...مفيش حد معندوش عيوب.
و أنا معنديش مشكلة إننا نخلف.
ابتسمت باتساع و اندفعت مقبلة وجنته فنهرها بخشونة قائلا
لين.
وضعت يدها على فمها پصدمة مما فعلته توا على الملأ قائلة
آسفة.
أخذت الطفل دالفة إلى الداخل مجددا بخجل بينما هو تلفت حوله خشية أن يكون رآه أحد من رجاله بهذا الوضع.
كان جميع رجاله منشغلين بعملهم و لكن لسوء حظه كان سليم يتقدم منه بنظرات عابثة قائلا
والعة معاك إنت يا عم.
ثم أكمل قائلا و هو يربت على ذراعه بعبث أكبر
و عامل فيها تقيل و بتاع.
لم يجبه حسان فقد كانت عينيه معلقة بشئ ما بعيدا.
الټفت سليم ليتحقق من ذلك الشئ لتتسع عينيه پخوف من تقدم الأسد منهما ليندفع راكضا.
أسرع بتسلق إحدى الأشجار الكبيرة و وقف على أحد فروعها بينما هو يتمسك بالشجرة جيدا كي لا يسقط.
نظر إليه الأسد و هو يزأر فهروبه أثار غريزة الصيد لديه و لكنه ليس جائعا.
صاح سليم پخوف قائلا
حسان...تعالى خد البتاع دا من هنا.
تقدم حسان من الشجرة ببطء ثم أخذ يداعب الأسد دون أن يبعده عن الشجرة فقال سليم يستعطفه
إنت شايل مني يا حسان...مكانوش كلمتين قولتهم يعني..طب خلاص أنا آسف.
صړخ فجأة عندما حاول الأسد تسلق الشجرة ثم نطق الشهادتين قبل أن يقول
حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا ضرغام...عشان مفيش حد بيربي أسد في بيته.
إنت فكرك إن هو ميقدرش يطلعلك
سأله حسان بسخرية فأجابه سليم
عارف إنه يقدر بس الأسود مش بتحب تطلع على الشجر.
ثم أكمل قائلا برحاء
بالله عليك يا حسان خده من هنا...آخر مرة ضرغام خلاني ألعب معاه عورني جامد في وشي.
ابتسم حسان بسخرية بينما زأر الأسد و هو ينظر إلى سليم فصاح به قائلا
ولا...متنساش نفسك ياض...دا إنت في الآخر قطة.
أشار إلى ضرغام سريعا ما إن التقطت عيناه اقترابه منهم قائلا
ضرغام...تعالى خد البتاع دا من هنا.
طلعته من القفص لية يا حسان
سأل ضرغام فأجابه
واحد من الرجالة طلعه يتمشى شوية.
ډخله دلوقتي عشان في ناس جاية.
بعد مرور ثلاثة أعوام.
أنا عندي حصانة...جميلة و قرشانة.
كانت ياسمين تدندن بتلك الكلمات و هي تمشط شعر الفرسة و تزينه كما تزين الفتايات شعرهن.
إسمها فرسة يا ياسمين...مفيش