رواية ملاك قلبي كاملة بقلم رغدة
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
رواية ملاك قلبي كاملة بقلم رغدة
في غرفة الولاده كان الألم قد تمكن منها وهي تصرخ وتحاول باقسى طاقتها تنفيذ كلام الطبيبة لتخرج طفلتها للحياة
اما هو فكان يقف بالخارج يتضرع لله ان ينجي زوجته وطفلته
مرت اكثر من ساعتين ليستمع لصرخات متتالية تبعها صوت بكاء مولودته الصغيره
خر ساجدا يحمد الله والفرحة تغمره ولكن ركض طبيب ومعه ممرضات اثنتين انتزع فرحته وبث هاجس الخۏف بقلبه
خرجت الطبيبة النسائيه وهي تمسح حبات العرق عن صفحة وجهها فباغتها بسؤاله وقاء مراتي عامله ايه ابتسمت قليلا و قالت حمدلله على سلامة مدام وفاء اطمن هي كويسه وبعد شوية هندخلها اوضه عاديه
مسح وجهه بكفيه وقال الحمد لله الحمد لله
الطبيبة بالحقيقة البنت عندها مشكله شوية ودكتور الأطفال هيخرج ويشرحلك الوضع
وقبل ان يسالها عن شيء هرولت من أمامه ليبقى وحده يصارع أفكاره إلى أن فتح باب الغرفة للمرة الثانية ويخرج الطبيب الاخر يقف امامه والممرضتان يجران سرير الطفله وهي محاطة بإسلاك كثيرة تكاد لا ترى من ضآلة حجمها
دقائق قليله وخرجت زوجته وجهها شاحب آثار البكاء واضحا على وجنتيها عينيها حمراء من كثرة البكاء وما أن رآها حتى سار بجانبها وامسك يدها لتجهش بالبكاء ثانية وهو يشاركها بكاءها والمها
الفتاة تعاني من الورم الليفي القلبي وهو ورم على عضلة القلب بل في المنطقه الداخليه للقلب بالوقت الحالي لن تؤثر على حياتها ولكن كلما تقدمت بالعمر ستكبر هذه الكتله حتى تصبح عائقا لضخ الډماء وعبئا على العضلة ذاتها ولذلك لن يتمكن القلب وقتها من القيام بوظيفته الطبيعيه ولذلك يجب إزالتها بعد النضوج ليتحمل القلب عملية كبيرة كهذه
توقف هادي عن البحث والسعي فكل ما يملك من مال قد تم صرفه على الزيارات الطبيه والكشوفات وصور الاشعة والرنين وكل ذلك دون فائده فقرر أن يدخر كل ما يستطيع ليحين وقت مواجهة الصعاب وخضوعها للعمليه
كانت تذرع الغرفة ذهابا وايابا وهي تقول پغضب انتو بتعملوا كده ليه ها فهميني
وفاء پخوف عليها يا بنتي اهدي واقعدي بلاش تتعبي
سما اتعب ده انتو الي تاعبين قلبي كل حاجة عاوزة اعملها لا لا لا من وانا صغيرة مانعيني اخرج واجري والعب حتى المدرسه مروحتهاش وكنتو تجيبولي المدرسين للبيت ليه كل ده فهميني انا معدتش صغيره واكيد في حاجة انتو مش بتقولوها
وفاء بحنان بالغ يا حبيبتي ان مكناش نخاف على ضنانا هنخاف على مين
سما وهو يعني كل العيال ملهمش اهل يخافوا عليهم
لم تدري وفاء بماذا تجيبها فها هي ابنتها تكبر سنة بعد أخرى امام عينيها عاجزة عن توفير المال لتخضع لعملية قد تنقذ حياتها وتعيش بهناء وراحة كغيرها ولكن ما باليد حيلة
أطلقت تنهيدة وخرجت من غرفة ابنتها وهي تعلم أن الموضوع لم ينتهي ولن ينتهي الا بمعرفتها بذلك السر الذي يخفونه عنها
في ورشة لتصليح السيارات كان هادي ينهي عمله بأحد السيارات ليرن هاتفته باسم زوجته
مسح كفيه وفتح المكالمه وقبل ان يتكلم سمع صوت بكاء زوجته المكتوم ليشعر ان قلبه على وشك التوقف لېصرخ بهلع وفاء سما جرالها حاجة
وفاء من بين دموعها لا يا هادي بس انا قلبي وجعني عليها وهي زعلانه اوي مننا
اخذ هادي نفسا عميقا وهو يضع يده على قلبه الذي كان ينخلع من مكانه ويقول بهمس متعب وبعدهالك يا وفاء هنفضل كده لحد امتى لازم تتماسكي شوية وبلاش ضعف انا واثق بربنا اوي وعارف انه هيحلها من عنده
في احد اروقة المستشفيات كانت خطواته الثابته بوتيرة واحده هي كل ما يسمع بها الى أن فتح باب غرفة العمليات التي كانت مكتظة بالاطباء وطاقم التمريض وحشد لا بأس به من المتدربين تحت اشرافه وآلات التصوير المثبتة لبث العملية لباقي الطلبه والمتدربين
وصوت الآلات الطبيه عاليا ينبئ عن الوضع الخطېر لهذا المړيض الممدد على الطاوله و الذي يبدو أنه سيفارق الدنيا خلال لحظات بسيطه
ارتدى مريوله الطبي وكمامته وقفازيه بمساعدة الممرض واقترب من الطاوله ومد يده ليستلم المشرط ويبدأ بشق صدر المړيض بيد ثابته وعينين حادة كعيني الصقر
وبعد تسع ساعات متواصلة انتهت العمليه مكللة بالنجاح ليبارك الاطباء لهذا الطبيب الذي نال شهرة واسعة بعالم الطب رغم سنه الصغير وملامحه البريئة التي لا تدل ابدا على انه طبيب خبير يقتدي به الكثيرين وتدرس نظرياته للمتدربين بالمشافي بل ان كافة عملياته يتم تصويرها وتدريسها للطلبة وحديثي التخرج
كانت الأيام تمر على هادي وزوجته كمرور سکين حاد على قلوبهم فها هي قد كبرت وحان الوقت لمصارحتها بل وتوفير المال لعمليتها ولكن بأي قلب سيخبرونها وهم ېخافون احزانها
في منزل وردة وابنها عاصم
وردة تصدق يا واد انا ھموت واشوفهم ومش مصدقه انك قدرت تجيب عنوانهم بالسرعة دي
عاصم يا ماما ارجوكي بطلي تقوليلي واد خصوصا قدام الناس ده انا بقيت دكتور وليا مكانتي برضه
ورده بضحك مكانتك ايه يا واد انت هتسكتبر على امك
عاصم يا لهوي هي وصلت لأمك امشي يا ماما امشي الوقت هيتأخر وانا اصلا مش فاهم ازاي هتروحي تزوري حد من غير ميعاد
ورده يووووه يا واد هو انت فاكر ان هنا زي بلاد برة ده انا ما صدقت رجعت لبلدي وأهلي وناسي للناس الطيبه الي فاتحه بيوتها لأي حد وبأي وقت للناس الي عمرها ما تنسى العشرة ولا يهون عليها العيش والملح البت وفاء دي الي هنروحلها دي كانت جارتي من واحنا أطفال وكبرنا سوا ودخلنا نفس المدرسه لحد ما كبرنا وهي اتخطبت وانا اتجوزت وسافرت مع المرحوم
عاصم وتفتكري يا ماما هتكون هي كمان فاكراكي
وفاء بعينين لامعه هتشوف بعينك انها هتعرفني ده انت هتحبها اوي اوي
ابتسم عاصم لسعادة والدته التي عادت بعد سنة كاملة من الحزن لۏفاة والده فمنذ رحل والحزن لم يفارقها الا بعد ان عادوا إلى هنا وها هي سعيدة الان ومتشوقة لهذا اللقاء ولكنه أيضا خائڤ الا تذكرها صديقتها او ان تجرحها حتى لو كان دون قصد
وصلت سيارة عاصم أسفل البناية وولجوا لها ثم وصلوا لشقة هادي وقبل ان تطرق الباب امسك عاصم يدها
وقال ماما ليا رجاء عندك بلاش تقعدي تمدحي بيا وتقوليلهم السيرة الذاتيه ولا بشتغل ايه انا مبحبش الوضع الي بيتحول من صداقه او معرفة لاستغلال
رمقته وردة پغضب و طرقت عدة طرقات مصحوبة بضغط اصبعها على جرس المنزل ليشعر عاصم بالخجل من تصرفات والدته التي