رواية ملاك قلبي كاملة بقلم رغدة
أصبحت كتصرفات الأطفال
أسرعت سما لفتخ الباب وهي تقول يلا يلا ايدك ياللي بتخبط هو انتو فاكريني قاعدة قدام الباب
نظرت لها وردة بسعادة وهي ترى نسخة مصغرة من وفاء لټحتضنها وتقبل وجنتها اللهم بارك وما شاء الله ده انتي وفاء الصغيرة
كانت سما كاللعبه بين يديها وهي تلفها يمين ويسار وتدقق بملامحها ولم ينقذها سوا صوت والدتها مين الي جه يا سما
بعد أكثر من ربع ساعه وهما على نفس وضعهما ليحمحم عاصم ويقول ماما احنا هنفضل كده على باب الشقه كتير
ضحكت والدته من بين شهقاتها وهزت رأسها
نظرت له وفاء وهي تمسح بكف يدها وجهها المبتل بالدموع نظرة تفصيلية من اعلى رأسه لاخمص قدميه وقالت اللهم بارك الواد ده ابنك يا بت يا وردة
ولم يخرجه من وضعه الا ضحكة سما التي لاحظت ملامحة الممتعضه ليبتسم لها وهو يحرك خصلات شعره بيده
بعد عدة ساعات أظلمت السماء ليهمس عاصم لوالدته ماما الوقت اتأخر يلا نمشي
نظرت ورده لساعة يدها وقالت يا لهوي احنا فعلا الوقت سرقنا ولازم نمشي
عاصم احنا لازم نمشي يا طنط وان شاء الله هجيب ماما تاني تقضي يوم معاكي
وردة ايوة طيعا هجيلك يوم من الصبح او نخرج مع بعض وانتي كمان هتجيلي وتجيبي معاكي العروسه القمر سما
بعد أن غادروا كانت كل منهما تشعر بسعادة غامرة لكل الذكريات التي نبشت من الماضي بكل ما تحمل من جمال شقاوة الطفوله وينبوع مرح الشباب
اوصل عاصم والدته للمنزل وهو يشعر پألم يدق رأسه بسبب كلام والدته المتواصل عن صديقتها والتي لم تتوقف إلا بعد أن أخبرها أنه مضطر لتركها والتوجه للعمل
عدي مالك يا عاصم شكلك مرهق
عاصم مرهق بس !! ده انا دماغي ھتنفجر
عدي حصل ايه لكل ده
اخذ عاصم يقص عليه تفاصيل الزيارة وعدي يستمع له والإبتسامة لا تفارق وجهه فهو يعرف شخصية والدة عاصم والتي عاشت سنوات طويله بالولايات المتحدة ورغم ذلك لم تتغير ولم تتأثر بعادات الغرب بل تمسكت بشخصيتها وعفويتها وطيبة قلبها التي تميز الشعوب العربيه عن غيرها خاصة الشعب المصري
عاصم تصدق. يا عدي انا ساعات كتير بحس انك ابنها وانا جايبني من الملجأ
ضحك عدي حتى ظهرت غمازتيه وقال لا يا حبيبي احنا لقيناك على طرف الطريق اصل الملجأ متحملش تقل دمك
زفر عاصم وهو ينهض وقال انا هروح استلم الشيفت بتاعي ثم نظر له واردف انت مش هتروح
عدي لا مش هروح هتابع الحالة الي معايا الطفل وضعه لسا مستقرش ومش هخاطر اني اروح وتحصل عنده اي مضاعفات
قال عاصم بنهكم مش هتخاطر ده انت واخد شقتك جنب المستشفى يعني خمس دقائق وتكون هنا
عدي الحالات الي زي دي الخمس دقائق دول ببفرقوا معاهم وبتكون مسألة حياة أو مۏت
خرج عاصم ليباشر عمله بقسم الاطفال وترك عدي يكمل عمله
في منزل هادي تلقت وفاء اتصال من إحدى الجارات التي تعتبرها ثرثارة جدا
تنهدت وفاء وأجابت السلام عليكم
مروة وعليكم السلام ازيك يا ام سما
وفاء الحمد لله بخير انتي عامله ايه
مروة الحمد لله يا حبيبتي ازاي سما
وفاء الحمد لله كويسه
مروة بقولك يا فوفا في وحده صاحبتي بتدور على عروس لابنها وانا اول ما عرفت قلت مفيش الا البنت سما اصل العريس بسم الله متريش وعنده شقه وعربيه اصل بسلامته كان مسافر الخليج ومعاه فلوس على قلبه قد كده انا لو مجوزتش البنتين الي حيلتي كنت مضيعتوش من تحت ايدي
زفرت وفاء وقالت بصبر بصي يا مروة ابو سما مش عاوز يجوزها البنت لسا صغيره على انها تحمل هم بيت وجواز
مروة صغيره ايه بس دي عندها عشرين سنه والي قدها عندهم عيلين ده انا بناتي جوزتهم وهما اصغر من سما وانتي عارفه الكلام ده وبعدين هي سما بنته لوحده اومال فين تأثيرك عليه بصي انتي اتلحلحي كد٨ وشوية كلام حلو وتقنعيه الراجل ده مش لازم يروح لحد تاني ده قيمه وسيمه
نال الڠضب من وفاء مبتغاه لتقول پغضب بصي يا مروة بنتي ومش هجوزها ومتجيش تقوليلي كل شويه في عريس الموضوع ده تقفلي عليه خالص
استمعت مروة لوفاء وهي مذبهله من كلامها فقامت بإغلاق الهاتف پغضب وهي تقسم أنها لن تسعى لها بالزواج مرة أخرى ولتبقى في بيت والدها حتى تصبح عانس ولا تجد زوج لها
كانت سما تقف خلف والدتها واستمعت للمكالمه بأكملها وما أن انتهت المحادثه حتى قالت بحنق بس انا عاوزة اتجوز وأخرج من الحبس الي انتو معيشيني فيه ده
توسعت مقلتي وفاء وقالت يا مصېبتي انتي بتتنصتي عليا
سما لا مش بتنصت انا كنت جايه اقولك بابا بيندهلك فسمعتك وانتي بتقطعي بنصيبي للمرة الي معرفش عددها كام انهمرت دموع سما وهي تكمل هو انا مش بنتكم ليه مش عاوزيني افرح مستكترين عليا اعيش زي غيري لا عمري دخلت مدارس ولا كان ليا صحاب واهو حتى الجواز بترفضوا من غير ما تشوفوا العريس ولا تاخدوا رايي
ليه مفيش عندي صديقه زي طنط ورده تفتكري كان شعوري ايه وانتو بتفتكروا كل ذكرياتكم دي ده انا قلبي وجعني عشان مفيش عندي ولو صاحبه وحده ولا حتى زميله بمدرسه ولا جامعه حرام عليكم بقا
الي بتعملوه ده حرااااام قالت اخر كلماتها وجرت إلى غرفتها تغلق على نفسها وتبكي پقهر على حالها
جلس هادي أرضا واضعا رأسه بين كفيه يبكي على حال ابنته كم من مره حاول أن يصارحها ولكنه يشعر أن قلبه سينقسم لنصفين أن أخبرها أنها تعاني من حالة نادرة بقلبها ولا تصلح أن تكون زوجة بل إنها تحتاج إلى عملية باهظة الثمن لا يستطيع تأمينه لها لتحيا حياة طبيعية وليس هذا فحسب بل إن العمليه صعبة ولا يوجد طبيب مؤهل لمثل هذه العمليه هنا ويحتاج أن تسافر الى بلد آخر لاجرائها
جلست زوجته بجانبه واحتضنته لتشاركه بكاءه دون أن تنبس ببنت كلمة واحده فلا كلام سيخفف وطأة ما هم به
مر الليل طويل جدا عليهم كل في ملكوته يغرق فالافكلر والٱلام أطاحت بقلوبهم
مرت الايام ثقالا في منزل هادي ف سما ترفض الحديث مع والديها وتنعزل بغرفتها أكثر الوقت ولا تأكل الا بضع لقيمات لتسد جوعها حتى أنها تأكل وحيده ولا