روايتي ميما الفصل الأول والثاني بقلم أسماء الاباصيري
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
الجميع حيث انه نبه عليهم جميعا بحمل حقيبة صغيرة يدوية واحدة بها كل ما يحتاجون من طعام ومتطلبات اساسية لذا لا داعى للقلق .. و برغم عدم تصديق احمد لكلام هذا الشخص الا انه لا مجال امامه للاختيار فإما ركوب هذا المركب والمجازفة بحياتهم او البقاء هنا والعيش بالشوارع دون ملجأ لهم
بعد مرور ستة ايام على تحرك هذا المركب بهم .. لم يخلو فيها باله من خطۏرة وضعهم هذا .. نجده بجانب زوجته و ابنته الغارقة فى النوم بأحضانها وفجأة استمعا الى احد المسئولين يخبرهم بوصول المركب الاخرى والتى سينتقلون لها جميعهم عند النظر اليها تجد ان حجمها لا يختلف كثيرا عن حجم المركب القابعين بها الآن ليكتشفوا بعد ذلك ان تلك المركب الاخرى هي من ستصل بهم الى الاراضى الايطالية
ففكرة الانتقال من مركب الى مركب آخر فى عرض البحر تبدو مرعبة وخصوصا برؤية المركبين غير ثابتان بسبب امواج البحر الغير هادئة تتغير المسافة بينهما كل فترة فتارة يبتعدان قليلا عن بعضهما البعض وتارة اخرى يقتربان . المشهد مرعب و الإقدام على التحرك وخوض تلك التجربة اكثر ړعبا لكن ما العمل لا مفر من ذلك
مر نهار اول يوم حتى جاء الليل واشتدت الرياح وزادت حركة المركب بسبب اضطراب امواج البحر و هنا علم احمد ما سيلي ذلك من احداث
ساد الهرج والمرج فى ارجاء المركب ودب الړعب فى انفس الجميع فكلما مر الوقت زاد الامر سوءا حتى استيقظت الصغيرة مريم فزعة على اصوات الجميع من حولها يرددوا الشهادتين پخوف وبكاء
مريم پبكاء ابي امي ماذا يحدث لما ېصرخ الجميع
احمد پخوف محتضنا اياها هى و سعاد بشدة
أحمد لالا شيء يا صغيرتي فقط تمسكي بي و بأمك جيدا لا تتركينا مهما حدث اتسمعين مهما حدث و الآن ارتدي هذا
واعطى كلا من سعاد وابنته سترة الانقاذ المعروفة ربما لن تساعدهم كثيرا الآن لكن ليس بيده شيء آخر
لېصرخ بها أحمد پبكاء كفى بكاءا هيا رددو ورائي اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله
رددوا كلاهما وراءه واشتد هو فى عناقهم يبكي پخوف و ندم فهو السبب فى ما سيحدث لهم لولا عناده لكانا فى امان الآن لكنه عاد وحمد ربه و علم انه قضاء الله وهم له مسلمون
استمر الامر على تلك الحالة لفترة ليست بالقليلة حتى اتت موجة عالية اسقطت جميع من بقى على المركب لتنقلب بهم جميعا فى الماء لكن مازال احمد باكيا محتضنا زوجته بشدة والتى بدورها تحتضن ابنتهما وكل ثانية تهتف بإسمها لتطمئنها مريم انها على مازالت على قيد الحياة بصړاخها و بكاءها الذي لا ينقطع
اخرى اتت لتفرقهم عن بعضهم فى اقل من ثانية ترمي بهم بعيدا عنها وتستمر هى فى بكاءها هذا فى فزع حتى اقترب منها احد الاشخاص ليضعها على كتفه حتى لا تسحبها امواج البحر بعيدا... ولكن لم يستمر هذا طويلا فسرعان ما اتت موجة ابعدت هذا الشخص ايضا عنها وتتركها وحيدة مرة اخرى ټصارع المۏت
فهل من منقذ