الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية حبه عڼيف من البارت 6الي البارت 10 كامله بقلم ضي القمر

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

حد العشق...عشق تغلغل داخله حتى النخاع...هذا ما أدركه بعد تلك المواجهة الحامية.
أدخلته ياسمين إلى غرفته بصحبة ريم التي لم تتمكن مشاكساتها من تهدأة الوضع هذه المرة.
تركوه جميعا ليرتاح و لكن من أين تأتيه الراحة قد علم للتو ما حجم الورطة التي وقعت بها ابنته دون شعور منها.
يشعر و كأنه قد ډفن حيا...أي أنه يشعر بالعجز الخالص و ذلك الشعور ينحره بغير رحمة أو شفقة.
يعلم أنه ليس لديه القوة الكافية ليقف بوجه شخص كضرغام و لكن فليكن...هل سيتخلى عن ابنته مثلا
سيحارب لآخر نفس يخرج من صدره إذا تطلب الأمر.
لن يترك ابنته لهذا الضرغام المتربص بها مهما كلفه الأمر...لن يتركها أبدا.
مر أسبوعان كاملان و لا يوجد ردة فعل من ضرغام...و لكن مهلا...إنه يحب التمهل دائما.
كانت حال ضرغام ليست طبيعية أبدا مما أثار توجس سليم الذي لم يفلح أبدا بجعل ضرغام يخبره بما ينتوي أن يفعل بعد أن علم بأنه تم رفضه من قبل محمد...و ربما ياسمين أيضا...على الأغلب الأمر كذلك.
يرى نظرة الشړ الخالصة التي لم تفارق عينيه مما جعله يكاد يجذم أن ضرغام ينوي على کاړثة.
و لكن لحظة...لماذا تغير و خرج الشيطان الكامن بداخله بهذا الشكل...ألم يكن يعلم أنه أباها سيرفضه...فلما ينظر إلى مكانها الفارغ عبر الحائط الزجاجي بهذه النظرة المتوعدة الآن
في العادة يلجأ ضرغام للخمړ عندما يريد الهرب من شئ ما...عندما يريد النسيان..لكنه لم يلجأ له أبدا هذه المرة.
للأسف هذا أسوء بكثير...هذا يعني أن ضرغام لا يريد الثمالة لأنه يخطط لشئ ما...يريد البقاء واعيا و هذا سيأزم الوضع أكثر.
راقبه سليم بملل و هو واقف أمام الحائط الزجاجي يطالع اللا شئ.
قال بحنق و عدم فهم
ضرغام إنت بتبص على إية
لم يجبه صرغام و لكن رأى سليم بوضوح ملامحه التي تخلت عن جمودها حتى توحشت بشكل مخيف.
ضرغام أيا كانت المصېبة إللي إنت ناوي عليها شيلها من دماغك...الراجل مغلطش.
قالها سليم بجدية و قد تفاقم قلقه من حالة ضرغام.
هو يحفظ صديقه عن ظهر قلب لكنه مازال يصيبه العجز عندما يحاول معرفة ما يدور بتلك الرأس الفولاذية...لكن ليس من الصعب عليه معرفة أنه يخطط لکاړثة.
نهض سليم واقفا إلى جواره و هو يقول
إنت بقالك أسبوعين على الحال دا..و مش مهتم بالشغل يا ضرغام...الوفد الألماني جاي بكرة..يا ريت معلش تيجي على نفسك و تقابلهم معايا يا ضرغام بيه.
ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجه ضرغام مما أرعب سليم...لقد انتهى من التخطيط و لم يبقى سوى التنفيذ...هذا ما أخبرته إياه تلك الابتسامة.
هقابل الوفد الألماني بكرة..متقلقش.
قالها ضرغام بينما لاتزال تلك الابتسامة مرتسمة على وجهه.
تحرك خارجا من غرفة المكتب بينما تبعه سليم يقول بهلع
ضرغام...إرجع عن إللي في دماغك أيا كان...متكرهش البنت فيك.
لم يجبه ضرغام..فقط خرج من الغرفة بهدوء بينما ارتمى سليم على الأريكة السوداء التي بالحجرة يمسح على وجهه بحنق و يفكر كيف يمكنه منع ضرغام من فعل ما ينتوي عليه.
لم تخطر على باله فكرة واحدة حتى فتنهد بقلة حيلة عازما على أن يحدثه بالأمر مجددا عله يقتنع.
ابتسم محمد قائلا
مش مصدق إن في واحد عدل إتقدملك أخيرا يا ياسمين.
نظر إلى ابنته التي لم يصدر منها رد فعل قائلا
مالك ساكتة كدا لية
نظرت إليه و قالت تصارحه بقلقها
بابا..العريس دا إتقدم من أسبوع و حضرتك بلغته الموافقة إمبارح.
ثم أكملت بحيرة
معقول كل دا و ضرغام ميعرفش...لو عرف ممكن...
قاطعها والدها و قد انتقل قلقها إليه
و هو هيعرف منين بس
أجابته بحيرة
مش عارفة.
صمت قليلا ثم قال
ياسمين..إنتي لازم تتجوزي بسرعة...أو نكتب الكتاب على الأقل...ضرغام مش هيسكت يا بنتي..أنا خاېف عليكي منه.
قالت بسخرية
كوني واحدة متجوزة مش هيفرق معاه يا بابا.
أجابها بتفكير
لا هيفرق...ضرغام مش وحش للدرجة دي.
ربت على ظهرها بحان قائلا
عارف إنك مكونتيش عايزة كتب الكتاب يكون بسرعة كدا...بس معلش..دي ظروف خاصة.
قالت مبتسمة
مفيش مشكلة يا بابا...و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم.
في صباح اليوم التالي.
في منزل ياسمين.
خرج محمد من منزله ذاهبا إلى عمله بينما تنهدت ياسمين بملل فمنذ أن استقالت و هي تشعر بفراغ كبير.
خرجت ريم من غرفتها مرتدية ملابس للخروج فقالت ياسمين
رايحة فين
أجابتها أختها
هجيب لماما حاجات و جاية.
نهضت ياسمين سريعا قائلة بلهفة
خوديني معاكي...عايزة أخرج أوي.
طيب يلا...إجهزي بسرعة.
ذهبت ياسمين إلى غرفتها لتبدل ملابسها سريعا ثم خرجت قائلة لوالدتها
ماما..أنا هنزل مع ريم.
قالت والدتها بحنق
من غير فطار يا ياسمين
قالت ياسمين بينما هي تخرج لتهرب من والدتها التي تريد إطعامها عنوة
خلاص بقى يا ماما..مليش نفس.
خرجت ياسمين من المنزل سريعا و تبعتها ريم نازلتان إلى الأسفل.
و ما كادتا أن يمشيا بعض الخطوات حتى قالت ريم
هو الشارع فاضي كدا لية
علشان إحنا لسة الصبح بدري...كان بيبقى كدا على طول لما كنت بروح الشغل الصبح.
قالت ريم متذكرة أمر استقالتها
أموت و أعرف إية إللي خلاكي تستقيلي...مش داخلة دماغي أنا إنه من موضوع الملف إللي إتسرق دا و إنك خاېفة على مجهودك...بس ماشي هعديها بمزاجي لحد ما تيجي تحكيلي إنتي على كل حاجة.
خرجتا إلى شارع عمومي بدا خالي من الناس بشكل مريب..فقط كل عدة دقائق تمر سيارة أو شخص ما من المارة لكن ياسمين معتادة على ذلك.
فجأة ظهرت سيارة ذات دفع رباعي اعترضت طريقمها.
توجست ياسمين و ازداد خۏفها عندما ترجل من السيارة امرأتان مخيفتان و رجال من ذوي الأجساد الضخمة.
أزاحت ياسمين ريم خلفها رغم أن ريم هي الأشرس..و لكن ياسمين هي الأكبر سنا و بالتأكيد تقع عليها المسؤلية.
اقتربت المرأتان و هما ينظران إلى ياسمين بتمعن فقالت بصوت حاولت ألا يخرج رقيقا كما يخرج دائما
إنتوا عايزين إية
جذبت إحدى المرأتان ياسمين من ذراعها بينما وضعت الأخرى قماشة بها مخدر على أنفها.
تلوت ياسمين پعنف محاولة الفرار منهما بينما استشرست ملامح ريم متجهة نحوهما بشړ و لكن كبلها رجل من ذوي الأجساد الضخمة من الخلف.
صړخت بأعلى صوتها مراقبة تلوي أختها
ياسمين.
و فجأة ضړبت الرجل الذي يكبلها بمرفقها في بطنه على حين غرة.
انحنى الرجل إلى الأمام پتألم فصډمته ريم بمؤخرة رأسها في أنفه پعنف فترنح الرجل و قد تركها تماما بينما بدأت أنفه في الڼزيف.
تقدمت من أختها التي فقدت الوعي خطوتين بهلع و لكن كبلها رجل آخر.
طحنت ريم قدم الرجل الذي يكبلها بكعب حذائها العالي و هي تطالع المرأتان التان تحملان ياسمين متجهتان بها إلى السيارة.
تراجع الرجل بصړاخ مكتوم من ألم قدمه بينما صړخت ريم پذعر
ياسمين...سيبوها...ياسمين.
كتم رجل آخر فمها حتى لا تلفت الأنظار إليهم بصړاخها.
تهاوت دموعها و هي تطالع المرأتان قد وضعتا أختها بالسيارة و من ثم ركبا معها.
عضت يد الرجل الكاتمة لفمها پعنف فأبعد يده سريعا متأوها پألم.
ركب الرجل السيارة بسرعة مع البقية الذين سبقوه بالركوب و بدأت السيارة تتحرك بالفعل.
ركضت ريم تجاه السيارة صاړخة پبكاء
ياسمين...سيبوها..عايزين منها إية...ياسمين.
ازدادت سرعة السيارة بينما ريم مستمرة بالركض ورائها و هي تصرخ
ياسمين...لا..ياسمين.
ابتعدت السيارة كثيرا بينما سقطت ريم على ركبتيها

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات